نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 402
الشریعه
والحقیقه
كتبت إلي ـ أيها المريد
الصادق ـ تسألني عما يرد في كتب التزكية والسلوك من التفريق بين الشريعة والحقيقة،
واعتبار الحقيقة مرحلة أسمى من الشريعة، وعن مدى شرعية ذلك، خاصة إذا كان المراد
بالشريعة هو ما أنزله الله تعالى من أحكام، كما قال تعالى: ﴿ ثُمَّ
جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ
أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الجاثية: 18]، وقال: ﴿
شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا
إِلَيْكَ﴾ [الشورى: 13]
وجوابا على سؤالك أدعوك
إلى ما كنت أدعوك إليه دائما من عدم أخذ المعاني من الألفاظ؛ فتقع فيما وقع فيه
أولئك الحرفيون الذين راحوا يحكمون على الناس، ويكفرونهم، ويبدعونهم، لأجل كلمات
لم يفهموها، وإنما اختلطت عليهم بغيرها.
ومثل ذلك كلمات الحقيقة
والشريعة، ومثلها كلمة الطريقة التي ترد في كتب التزكية، والتي لا يُراد منها في
اصطلاحهم وضع شريعة جديدة مخالفة لشريعة الله تعالى؛ فمعاذ الله أن يذكروا ذلك،
وإنما مرادهم بحسب ما تدل عليه كلمة أكثر حكمائهم تلك المراتب التي وردت في
الشريعة، والتي تصنف الناس إلى عوام، وخواص، وخواص خواص.. وهي تصنيفات تشهد لها
النصوص المقدسة وتدل عليها، كما ذكرت لك ذلك في رسائل سابقة.
ولهذا؛ فإنهم يقصدون
بالشريعة، أو مرتبة الإسلام، تلك المرحلة التي تشمل المسلمين جميعا، والذين قد
يكتفون بالحد الأدنى من الإسلام.. وسر اختيار هذا الاصطلاح بالنسبة لهم هو الدلالة
على أن هؤلاء العوام حتى لو قصروا في فعل المستحبات إلا أنهم بسلوكهم لم يخرجوا عن
الشريعة، وإنما هم يطبقونها، ولو في مرتبتها الدنيا.
ويقصدون بالطريقة أو
مرتبة الإيمان، تلك المرتبة التي تسير فيها النفس إلى الله تعالى،
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 402