responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 129

فهو لعبد قد استأنس بالله، واستوحش مما سواه من العوارض والخواطر المشغلة.. والحال الثالث من الأنس: هو الذهاب عن رؤية الأنس بوجود الهيبة والقرب والتعظيم مع الأنس، كما ذكر عن بعض أهل المعرفة أنه قال: إن لله عباداً أوجدهم من الهيبة له ما أخذهم به عن الأنس بغيره)([241])

الشوق إلى الله:

أما الشوق إلى الله ـ أيها المريد الصادق ـ فهو على خلاف الحال السابق؛ ذلك أن المشتاق يشعر بنوع من الغربة والبعد عن محبوبه، ولذلك يتلهف قلبه للقائه، ويتألم لذلك التلهف.

وهو لا يعني أن حاله أقل من حال من يشعر بالأنس بالله، ذلك أن لكل منهما دوافعه وثماره الخاصة.. فالأنس يدفع صاحبه إلى السكينة والطمأنينة، والشوق يدفعه إلى الحركة والمجاهدة.

ولذلك لا تلتفت لما ذكره بعضهم عندما ذكر له الشوق إلى الله، فقال: (إنما يشتاق إلى الغائب وما غبت عنه منذ وجدته)

ذلك أن المشتاق قد يكون صاحب رتبة أرفع من صاحب الأنس، فـ (شوق المشاهدة واللقاء أشد من شوق البعد والغيبوبة، فيكون في حال الغيبوبة مشتاقا إلى اللقاء، ويكون في حال اللقاء والمشاهدة مشتاقا إلى زوائد ومبار من الحبيب وأفضاله) ([242])

ولهذا ورد عن النبي a دعاء الله تعالى أن يرزقه الشوق إلى لقائه، قال a: (اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت


[241]اللُّمَع في التصوف، ص 65، 66.

[242] عوارف المعارف (ص: 568)

نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست