نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 164
ومثل
ذلك ما ورد من أدعية عن أئمة الهدى الذين أوصى رسول الله a باتباع سننهم، فهي مملوءة بنفس
تلك المعاني القرآنية والنبوية.. وهي امتداد لها، وتأكيد وتفصيل للكثير مما ورد
فيها.
ومنها
ما ورد من أدعية عن الإمام الحسين، فقد كان يقول في دعاء القنوت: (اللهم منك البدء
ولك المشية، ولك الحول ولك القوة، وأنت الله الذي لا إله إلا أنت، جعلت قلوب
أوليائك مسكنا لمشيتك، ومكمنا لارادتك، وجعلت عقولهم مناصب أوامرك ونواهيك، فأنت
إذا شئت ما تشاء حركت من أسرارهم كوامن ما أبطنت فيهم، وأبدأت من إرادتك على
ألسنتهم ما أفهمتهم به عنك في عقودهم بعقول تدعوك وتدعو إليك بحقائق ما منحتهم به،
وإنى لأعلم مما علمتني مما أنت المشكور على ما منه أريتني، وإليه آويتنى. اللهم
وإني مع ذلك كله عائذ بك، لائذ بحولك وقوتك، راض بحكمك الذى سقته إلى في علمك، جار
بحيث أجريتني، قاصد ما أممتني، غير ضنين بنفسي فيما يرضيك عنى إذبه قد رضيتني،
ولاقاصر بجهدي عما إليه ندبتنى، مسارع لما عرفتني، شارع فيما أشرعتني، مستبصر في
ما بصرتني، مراع ما أرعيتني، فلا تخلني من رعايتك، ولا تخرجني من عنايتك، ولا
تقعدني عن حولك، ولا تخرجني عن مقصد أنال به إرادتك، واجعل على البصيرة مدرجتي،
وعلى الهداية محجتي، وعلى الرشاد مسلكي، حتى تنيلني وتنيل بي امنيتي، وتحل بي على
ما به أردتني، وله خلقتني، وإليه آويتني، وأعذ أولياءك من الإفتتان بي، وفتنهم
برحمتك لرحمتك في نعمتك تفتين الاجتباء، والاستخلاص بسلوك طريقتي، واتباع منهجي،
وألحقني بالصالحين من آبائي وذوى رحمي)([323])
وكل
كلمات هذا الدعاء ممتلئة بالتوكل على الله وتفويض الأمر إليه، والشعور بأن