responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 355

المذاكرة، وفقدها ينفي ذلك مع غلبة الهوى، والشهوة تغطي العقل والعلم والبيان.. والثالث: إن الخشية تحمل على طلب الآخرة، وإرادة وجه الله بالعلم، في جميع وجوهه، وفقدها ينفي ذلك، وهو رأس الآفات والعلل)([844])

بعد هذا أنصحك ـ أيها المريد الصادق ـ ألا تنشغل بالتفريعات الكثيرة التي يذكرها الحكماء في هذه الأبواب، وخاصة في الفروق بين الألفاظ والمصطلحات، ذلك أن المعنى الواحد قد يُعبر عن بتعبيرات مختلفة، فلا تكن عبدا للألفاظ، فتحول بين نفسك، وبين إدراك الحقائق.

ومن الأمثلة على ذلك قول بعضهم: (الخشية انكسار القلب من دوام الانتصاب بين يديه، ومن بعد هذه المرتبة: الإشفاق.. والإشفاق أرق من الخشية وألطف. والخشية أرق من الخوف، والخوف أرق من الرهبة، ولكل واحد منها صفة ومكان وأدب)

ذلك أنك لو رحت تطبق هذه الفروق على ما ورد في القرآن الكريم لأداك ذلك إلى احتقار الأولياء والصالحين الذين وصفهم الله تعالى، فقال: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا﴾ [الإسراء: 57]، وقال: ﴿الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ﴾ [الرعد: 20، 21]

وقال في رواد المساجد:﴿رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴾ [النور: 37]

وقال عن الرجلين الصالحين من بني إسرائيل:﴿قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ﴾ [المائدة: 23]


[844]أحمد زروق، شرح الحكم العطائية، ص 342، 343.

نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 355
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست