responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 362

الإرجاء التي أرادت تحريف القيم الربانية التي دعا إليها رسول الله a مستغلة في ذلك الدعوة إلى حسن الظن بالله ورجائه، ولو من غير عمل، كما قال تعالى في وصف ما حصل للأديان السابقة: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ [الأعراف: 169]

ومن أشد تلك التحذيرات ردود الإمام علي، فأكثر خطبه وحكمه تحذر من هذه الظاهرة، وتبين خطرها، ومن ذلك قوله لمدّع كاذب يرجو الله: (يدّعي أنه يرجو الله، كذب والله العظيم، ما بالُه لا يتبين رجاؤه في عمله، وكل من رجا عرف رجاؤه في عمله إلا رجاء الله، فإنه مدخول، وكل خوف محقق إلا خوف الله فإنه معلول، يرجو الله في الكبير، ويرجو العباد في الصغير، فيعطي العبد ما لا يعطي الرب، فما بال الله جل ثناؤه يقصر به عما يصنع لعباده، ألا تخاف أن تكون في رجائك له كاذبا، أو تكون لا تراه للرجاء موضعا، وكذلك إن هو خاف عبدا من عبيده أعطاه من خوفه ما لا يعطي ربه، فجعل خوفه من العباد نقدا وخوفه من خالقه ضمارا ووعدا)([847])

وقال في الجمع بين الرجاء والخوف: (يا بني.. خف الله خوفا أنّك لو أتيته بحسنات أهل الأرض لم يقبلها منك، وارج الله رجاء أنّك لو أتيته بسيئات أهل الأرض غفرها لك)([848])

وقال في الجمع بين حسن الظن بالله والخوف: (إن استطعتم أن يحسن ظنكم بالله،


[847] نهج البلاغة، رقم 158.

[848] بحار الأنوار: 67/394، وروضة الواعظين.

نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 362
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست