نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 364
]
أمر الله خائفاً وإليه راجياً. وهما جناحا الإيمان يطير بهما العبد إلى
رضوان الله، وعينا عقله يبصر بهما إلى وعد الله ووعيده. وللخوف
طالع عدل الله باتقاء وعيده. والرجاء داعي فضل الله وهو يحيي القلب، والخوف يميت
النفس. قال رسول الله: (المؤمن
بين خوفين: خوف ما مضى، وخوف ما بقي)، وبموت النفس يكون حياة القلب، وبحياة القلب
يكون البلوغ إلى الاستقامة. ومن عبد الله على ميزان
الخوف والرجاء لا يضل، ويصل إلى ما هو له. وكيف لا يخاف
العبد، وهو غير عالم بما يختم صحيفته، ولا له عمل يتوسل به استحقاقاً، ولا قدرة له
على شيء ولا مفر. وكيف لا يرجو وهو يعرف نفسه بالعجز، وهو غريق في بحر آلاء الله
ونعمائه، من حيث لا تحصى ولا تعد. والمحب يعبد ربه على الرجاء بمشاهدة أحواله بعين
سهر، والزاهد يعبد على الخوف)([854])
وقال
عن وصية لقمان عليه السلام: (كان فيها الأعاجيب، وكان أعجب ما كان فيها أن قال
لابنه: خف الله عزّ وجلّ خيفة لو جئته ببرّ الثقلين لعذبك، وارج الله رجاء لو جئته
بذنوب الثقلين لرحمك)([855])
وسئل
عن قول الله عزّ وجلّ: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ
وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ﴾ [المؤمنون: 60]، فقال: (هي
إشفاقهم ورجاؤهم، يخافون أن تردّ عليهم أعمالهم إن لم يطيعوا الله عز ذكره، ويرجون
أن تقبل منهم)([856])
وعلى
هذا المعنى اتفق جميع الحكماء، وقد قال بعضهم معبرا عن ذلك: (ينبغي أن يكون الخوف
والرجاء كلاهما كاملين في النفس ولا تنافي بينهما، فإنّ ملاحظة سعة رحمة الله