نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 401
الناس عذابا يوم القيامة
من قتل نبيا أو قتله نبي وإمام جائر)([951])،
فقد قرن رسول الله a الإمام الجائر بقاتل النبي وبمن قتله
النبي.. فالأنبياء ـ عليهم السلام ـ كلهم في منتهى الرحمة، ولا يقتلهم ولا يقتلون
إلا من بلغت به القسوة حدها.. وأخبر a عن شدة العذاب التي
يعانيها الإمام الجائر، وكأن كل العذاب الذي صليت به رعيته يصب عليه دفعة واحدة
جزاء وفاقا.
وفي حديث آخر قال a:(أربعة يبغضهم الله: البياع الحلاف، والفقير المختال، والشيخ
الزاني، والإمام الجائر)([952])،
وفي رواية:(وملك كذاب، وعائل مستكبر)([953])
وفي هذا الحديث إشارة إلى
أن الجور منبع لكل الرذائل، ولذلك قرن الإمام الجائر بأصحاب الهمم الدنية من
المنحطين المخذولين.
وفي حديث آخر، قال a:(إني أخاف على أمتي من أعمال ثلاثة)، قالوا: وما هي يا رسول الله؟
قال: (زلة عالم، وحكم جائر، وهوى متبع)([954])،
فقد قرن رسول الله a بين هؤلاء الثلاثة.. فالحكم الجائر لا
يتأسس إلا على الزلات التي يقع فيها العالم الذي لم يتثبت في علمه، والهوى الذي
يجعل الحاكم لا يختار من كلام العلماء إلا الزلات.
وفي حديث آخر، قال a:(لا يقدس الله أمة لا يقضى فيها بالحق، ويأخذ الضعيف حقه من القوي
غير متعتع)([955])، وفيه إشارة
صريحة إلى أن التقديس، وهو التطهير والرفع والترقي لا يتحقق إلا بالعدل.