نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 419
اللّه مخرج السخط بدلالة مخالفة العلم
أو ما يكاد فالجأ إلى اللّه وفر إليه حتى يكون هو الذي يخلصك)([1002])
وقال آخر: (العز الذي لا يفنى: هو الغنى عن
الأسباب كلها بوجود مسببها، لأنه باق لا يفنى فالتعلق به عز وجل لا يفنى)([1003])
وقال آخر: (عزة المؤمن أن يمنعه الله
من التقيد للنفس والهوى والشيطان والدنيا أو لشيء من المكنونات في الغيب والشهادة
والدنيا والآخرة، والمنافق لا يعلم العزة إلا من الأسباب والتعبد للأرباب)([1004])
وقال آخر: (إن أردت أن يكون لك عز لا
يفنى فلا تستعزن بعز يفنى)([1005])
وهكذا الشجاعة؛ فإنها ـ أيها المريد
الصادق ـ أصل من أصول الأخلاق، ولها علاقة بها جميعا، ولا يمكن للنفس أن تتهذب من دونها،
وهي مثل العزة مرتبطة بالإيمان؛ فكلما ازداد الإيمان كانت النفس أكثر شجاعة.
كما حكى الله تعالى ذلك عن السحرة
الذين كانوا في منتهى الذلة لفرعون، وكانوا يقولون له: ﴿ بِعِزَّةِ
فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ ﴾ [الشعراء: 44]
لكنهم بمجرد أن تنورت قلوبهم بنور
الإيمان صاحوا في وجه فرعون بكل قوة، وبعد كل التهديدات التي هددهم بها: ﴿لَنْ
نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ
مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) إِنَّا
آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ
مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [طه: 72، 73]