نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 55
وقال: (إنه أتاني الملك فقال: يا محمد أما يرضيك أن ربك عز وجل يقول إنه لا
يصلي عليك أحد من أمتك إلا صليت عليه عشرًا، ولا يسلم عليك أحد من أمتك إلا سلمت
عليه عشرًا؟ قلت: بلى) ([82])
وقال يحكي عن الله تعالى: (من صلى عليك صليت عليه، ومن سلم عليك سلمت عليه) ([83])
وقد
ورد في النصوص المقدسة ما يدل على دور صلاة الله تعالى على عباده في إخراجهم من
الظلمات إلى النور، قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ
وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ
بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾ [الأحزاب: 43]
إذا
عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن من صفات السابقين الفائزين العقلاء
المسارعة إلى شحن أرواحهم بالأنوار الكافية في الدنيا، حتى يبصروا الحقائق رأي
العين؛ فلا يرتابوا، ولا يضلوا، ولا يشكوا.. وهل يمكن لمن رأى الحقائق أن يشك
فيها، أو يضل عنها؟
وقد
أخبر a عن ذلك، وإمكانية تحققه لكل النفوس بشرط ابتعادها عن الحجب التي
تحول بينها وبين ذلك، فقال: (لولا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى
الملكوت)([84])
وقد
روي أن رسول الله a سأل بعض أصحابه المنتجبين، فقال: (كيف أصبحت يا حارث؟)، فقال:
أصبحت مؤمنا حقا، فقال a: (انظر ما تقول؟ فإن لكل شيء حقيقة، فما