responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 102

 

العقل المسداد

 

من مواهب الله تعالى لعباده لتحفيزهم للسير إليه، وإعانتهم على ذلك، ما يمكن تسميته [العقل المسدد]، وهو العقل الذي لا يوجد عند غير المؤمن بالله.. وهو يقوى ويشتد بحسب قوة الإيمان وطمأنينة النفس، ذلك أن أعظم ما يحول بين العقل وسداده هو ذلك الاضطراب الذي يعتريه؛ فلا يرى الحقائق بصورتها الحقيقية، وإنما يراها مضطربة مثل اضطرابه.

ولهذا يطلق العقل على معنيين: المعنى الذي يستطيع من خلاله الإنسان أن يحلل ويستنتج ويقارن وينتقد، وهو مرتبط بالجانب الفكري والنظري.. ومعنى مرتبط بالسلوك والأخلاق؛ فالذي يكون صاحب حلم وسكينة وأناة وروية يسمى عاقلا، وغيره يسمى جاهلا، لا لكونه جاهلا بالعلوم، فقد يكون حافظا له، ولكنه جاهل لأن عقله لم يعقله ولم يمنعه من تصرفات الجاهلين.

ولهذا؛ فإن مفردة [الجاهلية] في القرآن الكريم لا تعني الجهل بالعلوم، وإنما تعني تلك السلوكات التي لا تتناسب مع العقلاء.

ولهذا كانت الحكمة التي هي النتاج الأصفى للعقل نوعان: حكمة نظرية تتكفل بالعلوم ودقائقها، وحكمة عملية تتكفل بالسلوك ومراتبه.

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن كلا الحكمتين وكلا العقلين مترابطان، ولا يقوى أحدهما إلا بقوة الآخر، ولا يضعف إلا بضعفه.

وهنا يتميز المؤمن الذي يستند عقله إلى الوحي الإلهي عن غير المؤمن الذي لا سند له.. ذلك أن الوحي بمثابة النور الهادي للعقل؛ فيدرك به الحقائق بسهولة ويسر، بخلاف

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست