responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 108

 

الاشراق الروحی

 

من مواهب الله تعالى لعباده لتحفيزهم للسير إليه، وإعانتهم على ذلك، ما يمكن تسميته [الإشراق الروحي]، وأقصد به تلك الأنوار التي تتنزل على قلوب السالكين الذين طهروا مرائيهم من كل الشوائب، لتتجلى فيها صور الحقائق بجمالها وبهائها.. فيمتلئون سعادة بإدراكهم لها.

وهي التي أشار إليها قوله تعالى: ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأنعام: 122]

فقد أخبر الله تعالى في هذه الآية الكريمة أن من مواهبة للصالحين من عباده ذلك النور الذي يمكنهم من أن يعيشوا بين الناس، أو في العالم، وهم على بصيرة من أمرهم، بحيث يستطيعون التمييز بين الحق والباطل، وبين أنواع الاختبارات الإلهية، وفي نفس الوقت يمكنهم من إدراك جمال الحقائق الوجودية، والتي يمتلئون بسببها سعادة وفرحا.

ذلك أن الروح لا يمكنها أن تبصر الحقائق، وهي تعيش في عالم الظلمات.. ولا يمكنها اكتساب الأنوار إلا بعد رفع الغشاوة والشوائب عنها.

ولهذا كانت الأنوار مواهب إلهية توزع مجانا لمن جاهد نفسه وأزال عنها كل الحجب التي تحول بينها وبين استقبال الأنوار، كما قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69]

ولذلك كان كل سير السائرين، وكل مجاهداتهم هي في رفع تلك الحجب التي تحول بين بصائرهم وإدراك الحقائق، كما يشير إلى ذلك قوله تعالى: ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست