responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 120

 

الطفره النقیه

 

من مواهب الله تعالى لعباده لتحفيزهم للسير إليه، وإعانتهم على ذلك، ما يمكن تسميته [الفطرة النقية]، وهي التي وردت الإشارة إليها في قوله تعالى: ﴿فِطْرَتَ الله الَّتِي فَطَرَ الناسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ الله ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ﴾ [الروم: 30]

ولعل أقرب شبه يدل على كون الفطرة النقية موهبة من مواهب الله تعالى لعباده، تلك الخاصية التي توضع في بعض الأجهزة الإلكترونية أو الكثير منها، والتي تتيح لها العودة إلى وضعها الافتراضي، بعد أن يدب إليها الفساد، وتقتحمها الآفات، ويصعب التعامل معها.. حينها يلجأ صاحبها إلى ضغط الزر المرتبطة بوضعها الافتراضي لتعود كما كانت، ومثلما اشتراها بالضبط.

وهكذا؛ فإن الفطرة النقية ـ كما تدل النصوص المقدسة ـ هي الوضع الافتراضي للإنسان، أو الجبلة الأصلية التي جُبل عليها، والتي تجعله يتعرض للفساد والانحلال والانتكاس والارتكاس بقدر بعده عنها.

وقد أشار القرآن الكريم إلى تهديد الشيطان للإنسان بأن يبعده عن تلك الفطرة، ليتحول إلى كائن غريب عن نفسه، قال تعالى: ﴿إن يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا (117) لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118) وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ الله﴾ [النساء: 117 - 119]

وأخبر أنه استعمل لذلك كل وسائل الإغراء والتزيين، حتى ينتقل الإنسان تدريجيا من صورته الإنسانية المكرمة إلى صور أخرى بعيدة عن الإنسان، قال تعالى: ﴿فَلَوْلَا إِذْ

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست