responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 134

[الشعراء: 62]

وعندما عجز الأطباء عن علاج أيوب عليه السلام لم يستسلم لليأس، ولم يشعر بالإحباط، وإنما راح ينادي ربه: ﴿أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ [الأنبياء: 83]

وعندما أحاط المشركون بكل عتوهم وجبروتهم بإبراهيم عليه السلام، لم ييأس، ولم تصبه الكآبة ولا الأحباط، وإنما قال: ﴿أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ﴾ [الشعراء: 75 - 82]

وهكذا غرس الله تعالى الأمل في قلب رسول الله a وقلوب أمته من بعده، بعد أن أشاع المشركون أن الله تعالى قد هجر نبيه وقلاه بسبب انقطاع الوحي لفترة قصيرة، فقال الله تعالى مطمئنا له: ﴿وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى﴾ [الضحى: 1 - 8]

وكل لفظة من هذه الآيات الكريمة تملأ النفس بالأمل.. وأولها ما أقسم الله تعالى به من الضحى والليل والتقلبات المختلفة التي تحصل في الكون.. فهي جميعا تدل على قدرة الله تعالى المطلقة.. فالذي خلق الليل هو الذي خلق النهار.. والذي خلق السعادة هو الذي خلق الشقاوة.. والذي خلق اليأس هو الذي خلق الأمل.. فلذلك يلجأ المؤمن في كل حاجاته إليه، لأنه صاحب كل شيء، وبيده كل شيء.

ولذلك لا يستسلم المؤمن للأشياء، ولا للأحداث، لأنه يعلم أنها لاتملك من أمرها شيئا، بل الله تعالى هو مديرها ومدبرها ومسيرها.. ولهذا يرى في الظلمات النور، وفي الموت

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست