responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 174

 

الحفظ و الرعایه

 

من مواهب الله تعالى لعباده لتحفيزهم للسير إليه، وإعانتهم على ذلك، ما يمكن تسميته [الحفظ والرعاية]، وأقصد بها ما أشار إليه رسول الله a بقوله: (يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ اللَّه يحفظك، احفظ اللَّه تجده تجاهك) ([128])

فهذا الحديث يشير إلى أن الله تعالى مع كونه الحافظ لكل شيء إلا أنه خص المؤمنين بحفظ خاص.. مثلما خصهم بمعيته الخاصة، مع كون معيته شاملة لكل شيء.

وحتى ينسجم هذا في ذهنك ـ أيها المريد الصادق ـ مع سنن العدالة والرحمة الإلهية؛ فاعلم أن الله تعالى وضع قوانين للحفظ؛ فمن توفرت لديه كان له ذلك الحفظ الخاص المرتبط بتلك القوانين، ومن لم تتوفر لديه لم يكن أهلا لذلك الحفظ.

ومن الأمثلة على ذلك أن الله تعالى أخبر عن حفظه لنا من تأثيرات الكواكب والنجوم وغيرها، وذلك في قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا ﴾ [الأنبياء: 32]

لكن البشر قد يتدخلون بسبب إفسادهم وانحرافهم في التعامل مع ما أتيح لهم، ليؤثروا في هذا الحفظ، وبذلك يؤثرون في تلك النعمة الخاصة التي حفظهم الله تعالى بها، ولهذا قال تعالى: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [الروم: 41]

فالفساد الذي يحصل في الأشياء التي خلقها الله تعالى مملوءة بالطهارة والصفاء والصحة، سببه تلك التصرفات الرعناء التي تحول النعمة نقمة، والفضل بلاء.

وهكذا أخبر الله تعالى أن له مع كل إنسان﴿ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ


[128] الترمذي (2516)، أحمد (1/ 293، 303)

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست