responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 190

الكتاب، وأنهم وحدهم من يفرقون بين المحكم والمتشابه..

فإن ابتعدت عنهم، كنت كذلك الذي تمرد على الأساتذة الذين نصبتهم له إدارة المدرسة التي ينتسب إليها، وراح يحفظ الحكايات والخرافات التي قصها له البواب أو قصها له رفقاؤه من التلاميذ.

ولهذا؛ فإن الفهم عن الله لا يكون إلا عن طريق الفهم عن رسوله وأئمة الهدى الذين هم أولى الناس برسوله.. فمن انحرف عنهم وقع بين يدي أولئك الذين حرفوا كتبهم وانحرفوا عنها وأولوها وتلاعبوا بها، ثم باعوها بأبخس الأثمان، أولئك الذين حذر الله تعالى منهم، فقال: ﴿لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ﴾ [التوبة: 47]، وقال: ﴿وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ﴾ [المائدة: 13]

وحذر منهم رسول الله a فقال: (أمتهوكون فيها يا بن الخطاب، والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به، والذي نفسي بيده لو أن موسى صلى الله عليه وسلم كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني) ([148])

وهو لا يعني سوى ما ذكرت لك من ذلك المثال.. فكيف يمكن لشخص أن يترك رسول الله a وهو الأعلم بطرق السماء منه بطرق الأرض، والذي يتلقى الوحي الإلهي غضا طريا، ليذهب إلى أولئك الذين وصف الله تعالى بغيهم وعدوانهم وتحريفهم لدينهم وعناء أنبيائهم معهم.

ولذلك كان التعليم والتفهيم ليسا مرتبطين بالنصوص المقدسة وحدها، وإنما

 

 

 


[148] رواه أحمد (3/ 387)

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست