responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 194

المظلمة استقبالها.

وقد يقرب ذلك المعنى ما ورد في الحديث الآخر الذي يقول فيه رسول الله a: (أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة، والذي نفس محمد بيده إن الرجل ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل منه أربعين يوماً، وأيّما عبد نبت لحمه من السحت والربا فالنار أولى به) ([154])

فهذا الحديث يشير إلى أن تعدي حدود الله، واقتحام حرماته، سيبقى له أثر طويل ممتد، يحول بين المواهب الإلهية من الدعاء والحكمة وغيرها.

ولهذا كلما امتد زمن طهارة النفس، وزمن إخلاصها وصدقها وتبريها من حولها وقوتها وابتعادها عن الحرام والشبهات بقدر ازدياد قابليتها لتلقي الحكمة.

ففرق كبير بين من أخلص لله أربعين يوما، وبين من قضى عمره كله في الإخلاص.. فذلك الذي يصبح منبعا من منابع الحكمة، ومصدرا من مصادر الهداية.. ولهذا تقتضي الهداية العصمة؛ فلا يصح أن يتولى الهداية بصورتها الكاملة من خلط بين الإخلاص وغيره.

ولهذا كان رسل الله وورثتهم من أئمة الهدى هم منبع الحكمة الأعظم، كما قال تعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ ﴾ [آل عمران:81]، وقال: ﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً﴾ [النساء:54]، وقال: ﴿ فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ الله وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ﴾ [البقرة:251]، وقال: ﴿ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ﴾ [آل عمران:48]، وقال: ﴿ وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ﴾ [صّ:20]، وقال: ﴿ وَلَمَّا جَاءَ


[154] رواه ابن مردويه.

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست