responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 214

وباب من النار، فيقال: هذا منزلك لو عصيت الله، أبدلك الله به هذا، فإذا رأى ما في الجنة، قال: ربِّ عجل قيام الساعة، كيما أرجع إلى أهلي ومالي، فيقال له: اسكن) ([183])

وذلك لا يقتصر على البرزخ، بل ورد في القرآن الكريم ما يدل على أن الله تعالى يمكن المؤمنين من رؤية جهنم والعذاب المعد فيها، ليعلموا قدر النعيم الذي يعيشونه، ويشير إلى ذلك مشهد من مشاهد النعيم، والذي قدم له الله تعالى بقوله: ﴿ وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (39) إِلَّا عِبَادَ الله الْمُخْلَصِينَ (40) أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ (41) فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ (42) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (43) عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (44) يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (45) بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (46) لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ (47) وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (49)﴾ [الصافات: 39 - 49]

وبعد أن رسم الله تعالى صورة لتلك البيئة التي يعيشها هؤلاء المخلصين، ذكر السبب الذي استدعى أن يطلعوا على العذاب، فقال: ﴿فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (50) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (51) يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (52) أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ ﴾ [الصافات: 50 - 53]

وهنا يخبر الله تعالى أنه أتيح لهم حينها أن يروا ذلك الذي كان يحاول أن يغوي صاحبه، ويضله عن سواء السبل، قال تعالى: ﴿قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (54) فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ (55) قَالَ تَالله إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (56) وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (57) ﴾ [الصافات: 54 - 57]

وهكذا تشير النصوص المقدسة إلى أن أهل النار يعاينون بعض ذلك النعيم الذي أتيح لهم لأهل الجنة، ليدركوا أنهم لم يقعوا في الهلاك فقط، وإنما فاتتهم كل أسباب السعادة،

 


[183] رواه أبو داود (4753)، وأحمد (4/ 287) (18557)، والبيهقي في (شعب الإيمان) (1/ 300)

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 214
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست