responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 220

 

العیشه الراضیه

 

 

من مواهب الله تعالى لعباده لتحفيزهم للسير إليه، وإعانتهم على ذلك، ما يمكن تسميته [العيشة الراضية]، وأقصد بها ما أشار إليه قوله تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ﴾ [القارعة: 6، 7]، وقوله: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ﴾ [الحاقة: 19 - 21]

فهذه الآيات الكريمة تشير إلى أن الحياة الحقيقية ليست تلك الحياة الممتلئة بالرفاه الحسي، أو المتع المادية فقط، وإنما تلك التي ينعم صاحبها بالرضا والطمأنينة والهدوء والسلام النفسي.. فهو راض عنها، مطمئن لها، لا يتطلع إلى غيرها، لأنه يجد فيها كل ما يلبي حاجاته ورغباته.

وفي تعبير القرآن الكريم عن المعيشة بكونها راضية، وليس صاحبها، إشارة إلى ما ورد في النصوص المقدسة من أن نعيم الجنة منسجم مع نفس صاحبها، ورغباته، ولذلك يتغير ويتبدل بحسب تلك الرغبات، حتى صورة الإنسان نفسها تتغير وتتبدل بحسب ما يشتهي من غير أن يؤثر ذلك في معرفة أهل الجنة به.

وليس ذلك بمستغرب، ذلك أن نعيم الجنة ليس سوى تجسد للنفس المؤمنة وأعمالها الصالحة، ولذلك فإنه يتجدد ويترقى بحسب تجدد النفس وترقيها في مراتب السلوك التي لا تنتهي أبدا.

وحتى ينفي الله تعالى ما قد يُتوهم من أن الرضا يتنافى مع الرفاه والنعيم الحسي، فقد عقب على ذكره للعيشة الراضية بقوله: ﴿ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست