responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 63

بالإضافة إلى ذلك كله؛ فقد ذكر بعض العلماء حقيقة الملل الذي يصيبنا في الحياة الدنيا وسببه، فقال: (الملل هو هرمون يفرزه الجسم لكي يتوقف عن الاستجابة للمثير بعد الاكتفاء بكمية معينة.. وبذلك فإنه ليس حالة توقف الاستثارة والمتعة، ولكنه هو هرمون يفرز في المخ ليوقف الإنسان عند حده ويقول له (كفى).. ذلك أنه عندما يكون أحد الأشخاص جائعا، ويتوق لأكل الأطعمة الحلوة مثل الكعك أو البسكويت أو غيره.. بعد ان يبدأ الشخص بوضع الطعام في فمه ويتذوق قطعة أولى يشعر باستثارة بالغة ومتعة فائقة، ومع توالي القطع الأخرى يشعر ببعض المتعة لكنها تقل تدريجيا) ([39])

والسبب في ذلك أن (جسم الانسان مخلوق ومصمم لكي يحافظ على توازنه؛ فعندما ترتفع الحرارة يتعرق الجسم للابقاء على درجة البرودة، وعندما يقوم الشخص بحمية غذائية لانقاص الوزن يقوم الجسم باستخدام الدهون الزائدة لتوليد الطاقة وابقاء الجسم على قيد الحياة، كذلك عندما يدخل فايروس يبدأ بتكوين خلايا مضادة وهكذا.. وما يحدث في حالة الأكل هو أنه بعد كمية معنية من أكل الطعام يقوم المخ بإفراز مادة مضادة للمادة التي تسبب الاستثارة لكي تعادل أو تحايد المادة المسببة لها؛ فيشعر الشخص بالاكتفاء والملل من الطعم ويتوقف عن ذلك، ويبدو هذا واضحا اذا قارنت الأطعمة الحلوة والمالحة؛ فتجد أن المنفعة الحدية فى الأطعمة الحلوة أسرع من المالحة لأن الإكثار منها يضر الجسم، ونفس المنطق ينطبق على الماء؛ فالشخص العطشان عندما يشرب الماء يشعر باستمتاع كبير في أول ميليجرامات من الماء، وتستمر الاستثارة بالانخفاض كلما استمر في الشرب إلى أن يصل لمرحلة لايقبل معها مزيدا من الماء بتاتا، بل يصبح طعم الماء كأنه سم افعى)

ونتيجة لهذا، فإنه (إذا كان الخالق قادرا على كل شيء، ويقدر أن يغير كيميائات المخ؛


[39] انظر مقالا بعنوان: قد أشعر بالملل في الحياة الاخرة، محمد أحمد السلامي، منتدى التوحيد.

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست