نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 83
لو أتيتنى بقراب الأرض خطايا ثم لقيتنى لا تشرك بى شيئا
لأتيتك بقرابها مغفرة)([75])
وفي حديث آخر قال a: (والذى نفسى بيده لو أخطأتم
حتى تملأ خطاياكم ما بين السماء والأرض ثم استغفرتم الله لغفر لكم)([76])
وأخبر a عن
إقبال الله تعالى على عبده إن تاب إليه، وفرحه بذلك، فقال: (لله أفرح بتوبة العبد
من رجل نزل منزلا وبه مهلكة ومعه راحلته، عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومة
فاستيقظ، وقد ذهبت راحلته، فطلبها حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش، قال: أرجع إلى
مكاني الذي كنت فيه، فأنام حتى أموت فرجع فنام نومة، ثم رفع رأسه فإذا راحلته
عنده، عليها زاده وطعامه وشرابه، فالله أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا
براحلته وزاده) ([77])
هذه ـ أيها المريد الصادق ـ بعض النصوص المقدسة
التي تبين فضل الله تعالى على عباده بقبوله لهم، من دون أن يشترط عليهم الطهارة
المطلقة؛ فيكفي أن يعودوا إليه، ويصححوا ما وقعوا فيه، ليدخلوا الميدان مع غيرهم،
يتنافسون في الأعمال الصالحة.
ولن تعرف قيمة هذه الموهبة إلا إذا ذهبت إلى أولئك
الذين وقعوا في الجرائم التي دخلوا بسببها إلى السجون.. لكنهم بعد خروجهم منها لم
يجدوا من يتقبلهم أو يوظفهم، وذلك ما قد يعيدهم إلى الحال الذي كانوا عليه؛ فاليأس
من المغفرة سبب للعودة للذنوب.
ومما يروى في هذا أن لصاً كان يقطع الطريق في بني
إسرائيل أربعين سنة، فمر عليه عيسى عليه السلام وخلفه عابد من عباد إسرائيل من
الحواريين، فقال اللص في نفسه: هذا