responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 95

 

سلام الاقویا

من مواهب الله تعالى لعباده لتحفيزهم للسير إليه، وإعانتهم على ذلك، ما يمكن تسميته [سلام الأقوياء]، وأقصد به أمرين، كلاهما وقع فيه الخطأ، ولا يجتمع كلاهما إلا في المؤمن:

أما أولهما؛ فالسلام، وهو يعني مواجهة الصراع وما ينتج عنه بكل حكمة وهدوء ولطف وسماحة.

وأما ثانيهما؛ فالقوة، وتعني عدم العجز والضعف والوهن.. وكل ما لا يتناسب مع حقيقة الإنسان وكرامته.

وكلاهما نتاج للمنازل التي تحل فيها النفس المطمئنة؛ فهي نفس هادئة ساكنة، لا بسبب ضعفها، وإنما بسبب قوتها، مثل الأشجار القوية الثابتة التي لا تحركها الرياح العاتية، كما قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ (ابراهيم:24 ـ 25)

ولهذا وصف رسول الله a المؤمن بالنخلة؛ فقال: (مثل المؤمن مثل النخلة ما أخذت منها من شيء نفعك) ([82])

وهذا ما لا يكاد يوجد في غير المؤمن؛ ذلك أن قوة أكثر الخلق تغلب سلامهم، حيث تجعلهم يبغون ويظلمون ويعتدون.. ومثل ذلك سلامهم تجده مملوء بالوهن والضعف، لأنه ليس ناشئا عن نفس مطمئنة، وإنما عن نفس مصارعة لم تجد قوة تصارع بها؛ فراحت


[82] الطبراني في الكبير.

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست