نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 127
القرآن الكريم، سواء كانت مرفوعة إلى رسول الله a، أو كانت
موقوفة عليهم، وهو ما لم يفهمه المخالفون لهم، حيث أنهم يتوهمون أن الأدلة
القرآنية للإمامة تعني أن ينص القرآن الكريم على أسماء الأئمة، ووظائفهم، وهذا ما
لا يمكن أن يكون، ولو أنه حصل لما وقع الخلاف في الإمامة، ولا في مصاديقها.
ذلك أن الاختبار الإلهي للبشر إنما يكون في تقرير
الحقائق، وبيان أدلتها وحججها، دون التفاصيل المرتبطة بها، لأن ذلك مجال البيان
النبوي، فمن أقر به، وسلم له، وصل إلى تلك التفاصيل، ومن جحده، أو نفر منه، لم يصل
إليها.
ومثال ذلك الصلاة وكل الشعائر التعبدية؛ فمن طلب علمها
وكيفيتها من خلال القرآن الكريم لم يصل إلى شيء، ولم يصل في حياته ركعة واحدة،
لكنه إن سلم للنبوة، وعاد إليها في معرفة كيفية الصلاة استطاع أن يطبق ذلك الأمر
الإلهي بشأنها.
ولهذا؛ فإن أخطر مقولة وقعت في الإسلام تلك المقولة
التي تقول: (حسبنا كتاب الله)، والتي حذر منها رسول الله a، وبين عواقب المعرضين عنه وعن سنته، كما
أوردنا أدلة ذلك في الفصل الثاني من هذا الكتاب.
بناء على هذا سنذكر هنا بعض الأحاديث الدالة على ما
يمكن استنباطه من القرآن الكريم بشأن الإمامة، فمنها:
[الحديث: 253] ما روي أنه لما نزلت هذه الآية: ﴿ قُلْ هُوَ
الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ
تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ
بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ﴾
[الأنعام: 65]، قام النبي a فتوضأ وضوءه، ثم قام وصلّى فأحسن صلاته، ثم سأل الله سبحانه أن لا
يبعث على أمته عذاباً من فوقهم ولا من تحت أرجلهم، ولا يلبسهم شيعا ولا يذيق بعضهم
بأس بعض، فنزل جبرائيل عليه السلام،
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 127