نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 141
فخرجت فوجدت [جماعة من المتكلمين سماهم]، فأدخلتهم عليه،
فلما استقرّ بنا المجلس، أخرج الإمام الصادق رأسه من الخيمة فإذا هو ببعير يخبّ،
قال: هشام وربّ الكعبة، وكنا ظننا أنّ هشاما رجل من ولد عقيل كان شديد المحبة
للإمام الصادق، فإذا هشام بن الحكم قد ورد وهو أول ما اختطت لحيته، وليس فينا إلا
من هو أكبر سنا منه، فوسّع له الإمام الصادق وقال له: ناصرنا بقلبه ويده ولسانه.
ثم قال الشامي لهشام: يا غلام، سلني في إمامة هذا ـ يعني الإمام
الصادق ـ فغضب هشام حتى ارتعد، ثم قال له: أخبرني يا هذا، أربُّك أنظر لخلقه أم
خلُقه لأنفسهم؟، فقال الشامي: بل ربي أنظر لخلقه.
قال: ففعل بنظره لهم في دينهم ماذا؟، قال: كلّفهم وأقام لهم
حجةً ودليلاً على ما كلّفهم، وأزاح في ذلك عللهم، فقال له هشام: فما هذا الدليل
الذي نصبه لهم؟
قال الشامي: هو رسول الله، قال هشام: فبعد رسول الله a مَن؟
قال: الكتاب والسنّة، فقال هشام: فهل نفعنا اليوم الكتاب
والسنة فيما اختلفنا فيه، حتى رفَع عنا الاختلاف ومكنّنا من الاتفاق؟، فقال
الشامي: نعم، قال هشام: فلِمَ اختلفنا نحن وأنت، جئتنا من الشام فخالفتنا وتزعم
أنّ الرأي طريق الدين، وأنت مقرٌّ بأن الرأي لا يجمع على القول الواحد المختلفين؟،
فسكت الشامي كالمفكّر.
فقال الإمام الصادق: ما لك لا تتكلم؟، قال: إن قلتَ: إنا ما
اختلفنا كابرت، وإن قلتَ: إنّ الكتاب والسنّة يرفعان عنا الاختلاف أبطلتَ، لأنهما
يحتملان الوجوه، وإن قلتَ: قد اختلفنا وكلّ واحد منا يدّعي الحقّ، فلمْ ينفعنا
إذاً الكتاب والسنّة، ولكن لي عليه مثل ذلك.
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 141