نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 20
أسباب ارتفاع ثقة جمهورهم بهم.. ومن ذلك البيان الشيوعي المعروف الذي
صدر سنة 1848، والذي تنبأ بأن أول البلاد التي ستقود الثورة الشيوعية هي
(ألمانيا)، لكنه وبعد مضي العقود الكثير من السنين لم تتحقق هذه النبوءة، بل سقطت
الشيوعية نفسها قبل أن تتحقق.. وقد كتب كارل ماركس في مايو سنة 1849 قائلا: (إن
الجمهورية الحمراء تبزغ في سماء باريس)، ورغم أكثر من قرن على هذه النبوءة إلا
أنها لم تتحقق[1].
بناء على هذا لقي هذا النوع من الأحاديث اهتماما كبيرا من المحدثين من
المدرستين السنية والشيعية، حيث لا نجد كتابا من كتب الحديث، إلا ويشتمل على
أبواب من هذا النوع.
ففي الصحيحين اللذين
تعتبرهما المدرسة السنية أصح الكتب بعد كتاب الله نجد هذا النوع من الأحاديث، ففي
صحيح البخاري، نرى كتاباً مخصصا لأحاديث الفتن والملاحم، ترجم له البخاري بعنوان
(كتاب الفتن)، جمع فيه ما لا يقل عن 87 حديثاً مقسمةً على 28 باباً.. ومثله نجد في
صحيح مسلم كتابا تحت عنوان (كتاب الفتن وأشراط الساعة)، جمع فيه مالا يقل عن 143
حديثاً موزعا على 28 باباً، وكان فيه أكثر تفصيلاً ودقة من البخاري.
أماّ في كتب السنن
الأربع التي تعتبرها المدرسة السنية تالية للصحيحين، فنجد فيها جميعا كتبا وأبوابا
خاصة بهذا النوع من الحديث.. ومن أمثلها سنن أبي داوود السِّجِستاني، الذي جمع
مرويات الفتن في مصنفه المشهور في ثلاثة كتب، الأول بعنوان (كتاب الفتن والملاحم)،
أورد فيه ما يقارب 88 حديثاً، والثاني بعنوان (كتاب المهدي)، وذكر فيه 21 حديثاً،
والثالث بعنوان (كتاب الملاحم)، جمع فيها ما يزيد عن 50 حديثاً.
[1]
الاسلام يتحدى مدخل علمي الى الايمان، وحيد الدين خان، ص ١٢٨.
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 20