responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 245

وعن عبد الله بن سلمة، قال: كنا عند عمار بصفين وعنده شاعر ينشده هجاء في معاوية وعمرو؛ وعمار يقول له: الصق بالعجوزين فقال له رجل: أيقال الشعر عندكم ويسب أصحاب رسول الله a ويسب أصحاب بدر؟! فقال: (إن شئت فاسمع، وإن شئت فاذهب، فإن معاوية وعمراً قعدا بسبيل الله يصدان عنه، فالله سابهما وكل مسلم، وإنه لما هجانا المشركون شكونا ذلك إلى رسول الله a فقال: قولوا لهم كما يقولون لكم فإن كنا لنعلمه الإماء بالمدينة)[1]

ومن الآيات التي تشير إلى هذا، بل تكاد تصرح به قوله تعالى:﴿لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7) إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8) وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (9) وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ [يس: 7 - 10]

فهذه الآيات ـ باتفاق جميع المفسرين ـ نزلت في كفار قريش، وهي تقصد ـ أول ما تقصد ـ رؤساءهم الكبار الذين حولهم السلفية إلى مؤمنين صادقين، بل صحابة أجلاء، مع أن القرآن الكريم أخبر أنه سواء أنذروا أولم ينذروا، فإنهم لا يؤمنون..

ونحن في ذلك بين أن نصدق القرآن الكريم، وإخباراته الغيبية، وإما أن نصدق تلك المقولات التي خالفت القرآن مخالفة شديدة حين لم تكتف بإثبات الإيمان لأولئك الذين أخبر الله تعالى أنهم لن يؤمنوا، وإنما أضافت إليه الدفاع عنهم، واعتبارهم من أركان الدين وأعمدته، بل أخرجت من الملة من لم يؤمن بذلك.

ومن الآيات الكريمة الدالة على هذا المعنى قوله تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ


[1] أنساب الأشراف: 1 / 328)

نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 245
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست