نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 335
ضلّيل قد نعق بالشّام، وفحص براياته في ضواحي كوفان، فإذا فغرت فاغرته،
واشتدّت شكيمته، وثقلت في الأرض وطأته، عضّت الفتنة أبناءها بأنيابها، وماجت الحرب
بأمواجها، وبدا من الأيّام كلوحها، ومن اللّيالي كدوحها.. فإذا أينع زرعه، وقام
على ينعه، وهدرت شقاشقه، وبرقت بوارقه، عقدت رايات الفتن المعضلة، وأقبلن كاللّيل
المظلم، والبحر الملتطم.. هذا وكم يخرق الكوفة من قاصف، ويمرّ عليها من عاصف، وعن
قليل تلتفّ القرون بالقرون، ويحصد القائم، ويحطم المحصود) [1]
[الحديث: 724] قال الإمام علي: (إنّه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه
شيء أخفى من الحقّ، ولا أظهر من الباطل، ولا أكثر من الكذب على الله ورسوله، وليس عند أهل ذلك الزّمان
سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حقّ تلاوته، ولا أنفق منه إذا حرّف عن مواضعه، ولا في
البلاد شيء أنكر من المعروف، ولا أعرف من المنكر، فقد نبذ الكتاب حملته، وتناساه
حفظته.. فالكتاب يومئذ وأهله طريدان منفيّان، وصاحبان مصطحبان في طريق واحد لا
يؤويهما مؤو.. فالكتاب وأهله في ذلك الزّمان في النّاس وليسا فيهم، ومعهم وليسا
معهم، لأنّ الضّلالة لا توافق الهدى وإن اجتمعا. فاجتمع القوم على الفرقة،
وافترقوا على الجماعة، كأنّهم أئمّة الكتاب، وليس الكتاب إمامهم، فلم يبق عندهم منه إلّا اسمه،
ولا يعرفون إلّا خطّه وزبره، ومن قبل ما مثّلوا بالصّالحين كلّ مثلة، وسمّوا صدقهم
على الله فرية، وجعلوا في الحسنة عقوبة السّيّئة)[2]
[الحديث: 725] قال الإمام علي: (إنّما سمّيت الشّبهة شبهة؛ لأنّها تشبه الحقّ، فأمّا
أولياء الله فضياؤهم
فيها اليقين، ودليلهم سمت الهدى، وأمّا أعداء الله فدعاؤهم فيها
[1]
نهج البلاغة: الخطبة رقم(101)، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 7 ص 96 الخطبة
رقم(100)