responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 347

a، فوجدني فيهنّ كلّها بمنّه مطيعا ليس لأحد فيها مثل الذي لي، ولو وصفت ذلك لا تسع لي فيه القول، ولكن الله نهى عن التزكية)، فقالوا: صدقت يا أمير المؤمنين، فو الله لقد أعطاك الله الفضيلة بالقرابة من نبيّنا a، وأسعدك بأن جعلك أخاه، تنزل منه بمنزلة هارون من موسى، وفضّلك بالمواقف التي باشرتها، والأهوال التي ركبتها، وذخرك الذي ذكرت، وأكثر منه مما لم تذكره، ممّا ليس لأحد من المسلمين مثله، يقول ذلك من شهدك منّا مع نبيّنا، ومن شهدك منّا بعده، فأخبرنا يا أمير المؤمنين، بما امتحنك الله به بعد نبيّنا a فاحتملته وصبرت عليه، فإنّا لو شئنا أن نصف ذلك لك لوصفناه، علما منّا به، وظهورا عليه، إلّا أنّا نحبّ أن نسمع منك ذلك، كما سمعنا منك ما امتحنك الله به في حياته فأطعته فيه.

[الحديث: 743] قال الإمام علي: (إنّ الله تبارك وتعالى امتحنني بعد وفاة نبيّه a في سبعة مواطن، فوجدني فيهنّ ـ من غير تزكية لنفسي بمنّه ونعمته ـ صبورا.. أما أولهنّ: فإنّه لم يكن لي خاصّة دون المسلمين عامّة أحد آنس به، ولا أعتمد عليه، ولا أستنيم إليه، ولا أتقرّب إلى الله بطاعته، ولا أنهج به في السرّاء، ولا أستريح إليه في الضرّاء، غير رسول الله a، وهو ربّاني صغيرا، وبوأني كبيرا، وكفاني العيلة، وجبرني من اليتم، وأغناني عن الطلب، ووقاني المكسب، وعال لي النفس والأهل والولد، هذا في تصاريف أمر الدنيا، مع ما خصّني به من الدرجات التي قادتني إلى معالي الحظوة عند الله، فنزل بي بوفاة رسول الله a ما لم أكن أظنّ أن الجبال لو حملت عنوة كانت لتنهض به، فرأيت الناس من أهلي من بين جازع لا يملك جزعه، ولا يضبط نفسه، ولا يقوى على حمل فادح ما نزل به، قد أذهب الجزع صبره، وأذهل عقله، وحال بينه وبين الفهم والإفهام، والقول والاستماع، وسائر الناس من غير بني عبد المطلب بين معزّ يأمر بالصبر، وبين مساعد باك لبكائهم، جازع لجزعهم، وحملت‌ نفسي على الصبر بعد وفاته، لزمت الصمت والاشتغال بما أمرني الله به، من تجهيزه

نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 347
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست