نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 412
بطبّه، قد أحكم مراهمه، وأحمى مواسمه، يضع ذلك حيث الحاجة
إليه، من قلوب عمي، وآذان صمّ، وألسنة بكم، متتبّع بدوائه مواضع الغفلة، ومواطن
الحيرة)
ثم قال يذكر بني أمية:
(لم
يستضيئوا بأضواء الحكمة، ولم يقدحوا بزناد العلوم الثّاقبة، فهم في ذلك كالأنعام
السّائمة، والصّخور القاسية، قد انجابت السّرائر لأهل البصائر، ووضحت محجّة الحقّ
لخابطها، وأسفرت السّاعة عن وجهها، وظهرت العلامة لمتوسّمها.. ما لي أراكم أشباحا
بلا أرواح، وأرواحا بلا أشباح، ونسّاكا بلا صلاح، وتجّارا بلا أرباح، وأيقاظا
نوّما، وشهودا غيّبا، وناظرة عمياء، وسامعة صمّاء، وناطقة بكماء؟)
ثم قال في وصف بني
أمية: (راية ضلال قد قامت على قطبها، وتفرّقت بشعبها، تكيلكم بصاعها، وتخبطكم
بباعها، قائدها خارج من الملّة، قائم على الضّلّة، فلا يبقى يومئذ منكم إلّا ثفالة
كثفالة القدر، أو نفاضة كنفاضة العكم، تعرككم عرك الأديم، وتدوسكم
دوس الحصيد، وتستخلص المؤمن من بينكم استخلاص الطّير الحبّة البطينة من بين هزيل
الحبّ)[1]
[الحديث: 799] قال الإمام علي في خطبة
له يبين قصر الفترة التي يحكم فيها بنو أمية: (.. حتى يظن الظان أن الدنيا معقولة
على بني أمية تمنحهم درها، وتوردهم صفوها، ولا يرفع عن هذه الأمة سوطها ولا سيفها،
وكذب الظان لذلك. بل هي مجة من لذيذ العيش يتطعمونها برهة، ثم يلفظونها جملة) [2]
[الحديث: 800] لما أخذ مروان بن الحكم
أسيرا يوم الجمل، فاستشفع بعضهم إلى الإمام علي فيه فخلّى سبيله، فقيل له: يبايعك
يا أمير المؤمنين؟ قال: (أولم يبايعني بعد قتل
[1]
نهج البلاغة: الخطبة رقم(108)، وغرر الحكم ودرر الكلم: ص 109 ق 1 ب 4 ف 2 ح 1945.