نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 423
غيبة إياب، فاستمعوا من
ربّانيّكم، وأحضروه قلوبكم، واستيقظوا إن هتف بكم، وليصدق رائد أهله، وليجمع شمله،
وليحضر ذهنه، فلقد فلق لكم الأمر فلق الخرزة، وقرفه قرف الصّمغة.. فعند ذلك أخذ
الباطل مآخذه، وركب الجهل مراكبه، وعظمت الطّاغية، وقلّت الدّاعية، وصال الدّهر
صيال السّبع العقور، وهدر فنيق الباطل بعد كظوم، وتواخى النّاس على الفجور،
وتهاجروا على الدّين، وتحابّوا على الكذب، وتباغضوا على الصّدق؛ فإذا كان ذلك: كان
الولد غيظا، والمطر قيظا، وتفيض اللّئام فيضا، وتغيض الكرام غيضا، وكان أهل ذلك
الزّمان ذئابا، وسلاطينه سباعا، وأوساطه أكّالا، وفقراؤه أمواتا، وغار الصّدق،
وفاض الكذب، واستعملت المودّة باللّسان، وتشاجر النّاس بالقلوب، وصار الفسوق نسبا،
والعفاف عجبا، ولبس الإسلام لبس الفرو مقلوبا)[1]
[الحديث: 824] قال الإمام علي مخبرا عن
استمرار الفتن وعدم اقتصارها على زمانه، وقد قاله لما قيل له بعد وقعة النهروان: (يا
أمير المؤمنين، هلك القوم بأجمعهم)، فقال: (كلّا والله، إنّهم نطف في أصلاب الرّجال وقرارات
النّساء، كلّما نجم منهم قرن قطع حتّى يكون آخرهم لصوصا سلّابين)[2]
[الحديث: 825] قال الإمام
الصادق: (إذا رأيتَ الحقّ قد مات وذهب أهله، ورأيتَ الجور قد شمل البلاد، ورأيت
القرآن قد خلق، وأُحدث فيه ما ليس فيه، ووُجّه على الأهواء، ورأيتَ الدين قد انكفأ
كما ينكفئ الإناء، ورأيتَ أهل الباطل قد استعلوا على أهل الحقّ، ورأيت الشرّ
ظاهراً لا يُنهى عنه ويُعذر أصحابه، ورأيتَ الفسق قد ظهر، واكتفى الرجال بالرجال
والنساء بالنساء، ورأيتَ المؤمن صامتاً لا يُقبل قوله، ورأيتَ الفاسق
[1]
نهج البلاغة: الخطبة رقم(108)، وغرر الحكم ودرر الكلم: ص 109 ق 1 ب 4 ف 2 ح 1945.
[2]
نهج البلاغة: الخطبة رقم(60)، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 5 ص 14 الخطبة
رقم(59)
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 423