نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 72
وهي الأحاديث الكثيرة التي تشير إلى مزاياه وخصوصياته، وتدعو إلى
رعايتها، واعتبارها، وذلك ما يشير إلى إمامته، وقد اتفق كل المحدثين على أنه لا
يوجد أحد من الصحابة نال من المزايا والمناقب والخصائص ما ناله الإمام علي، كما
عبر عن ذلك أحمد بن حنبل بقوله: (ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله aمن الفضائل ما جاء لعلي)[1]
وحدث محمد بن منصور الطوسي قال: كنّا
عند أحمد بن حنبل فقال له رجل: يا أبا عبد الله، ما تقول في هذا الحديث الذي يروى أنّ
علياً قال: (أنا قسيم النار)؟ فقال: وما تنكرون من ذا؟ أليس روينا أنّ النبي a قال لعلي: (لايحبّك إلاّ مؤمن ولا
يبغضك إلاّ منافق)؟ قلنا: بلى. قال: فأين المؤمن؟ قلنا: في الجنة. قال: وأين المنافق؟
قلنا: في النار، قال: فعليٌّ قسيم النار)[2]
ومن الإشارات الواردة في هذا المجال:
ما
ورد في بيان دوره في محاربة المحرفين للدين:
وهي من أكبر الأدلة على إمامة الإمام علي، ذلك أن أول وظائف الإمام حفظ
رسالة الرسول من التغيير والتبديل، وقد خص الإمام علي من بين سائر الأئمة بقيامه
بحرب المؤولة والمحرفة الذين لم يكتفوا بتحريف عقائد الدين وقيمه، وإنما راحوا
يحرفون نظامه السياسي ليحولوه إلى كسروية وقيصرية، ومن تلك الأحاديث:
[الحديث: 77] ما روي عن أبي سعيد قال: سمعت رسول الله a يقول: (إن منكم من
يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله)، فقال أبو بكر: أنا هو يا رسول
الله، قال: لا، قال عمر: أنا هو يا رسول الله، قال: (لا، ولكنه خاصف النعل، وكان
قد أعطى عليا
[1]
البزار (كشف الأستار 3/ 169)، وعبد الله في زيادات الفضائل (1086)