نام کتاب : الأنبياء والهدي المقدس نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 171
فلما جاءه صكه ففقأ عينه، فرجع إلى ربه،
فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت، فرد الله إليه عينه، فقال: ارجع إليه، فقل
له: يضع يده على متن ثور فله بكل ما غطت يده من شعرة سنة، قال: أي رب، ثم ماذا؟
قال: ثم الموت، قال: فالآن، فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر، قال
رسول الله a: فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر)[1]
وقد لقي هذا الحديث ـ مع التشويهات
العظيمة التي يحملها في حق الأنبياء والملائكة عليهم السلام ـ اهتماما كبيرا من
لدن المحدثين في القديم والحديث، حتى أنهم رووا عن أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه
أنهما سئلا عن هذا الحديث في جملة من أحاديث الصفات، فقال أحمد: كل هذا صحيح، وقال
إسحاق: (هذا صحيح ولا يدفعه إلا مبتدع أو ضعيف الرأي)[2]
بل إن الحافظ عبد الغني المقدسي جعل
الإيمان بما في هذا الحديث من عقائد أهل السنة، فمن أنكره خرج عنهم مذؤوما مدحورا،
فقال: (.. ونؤمن بأن ملك الموت أرسل إلى موسى - عليه السلام - فصكه ففقأ عينه، كما
صح عن رسول الله a، ولا ينكره إلا ضال مبتدع أو ضعيف الرأي)[3]
وقد برروا للأسف كل ما ورد فيه حرفا حرفا،
مما لم يزد موسى عليه السلام إلا تشويها، ومن الأمثلة على ذلك قول ابن حبان: (كان
مجيء ملك الموت إلى موسى على غير
[1]
أحمد (2/269). والبخاري (2/113) وفي (4/191) ومسلم (7/99) والنسائي (4/118)
[2]
انظر: الشريعة، أبو بكر الآجري، (2/ 94). التمهيد، (7/ 147، 148).
[3]
أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين، ص533..
نام کتاب : الأنبياء والهدي المقدس نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 171