نام کتاب : الأنبياء والهدي المقدس نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 178
رووا عن ابن عباس:(صام موسى أربعين يوما فلمّا ألقى الألواح
فتكسّرت صام مثلها فردّت عليه وأعيدت له في لوحين مكان الذي انكسر)[1]
مع أنه ليس في النص المقدس ما يدل على أي شيء من ذلك، وقد
أورد الشريف المرتضى قول المخطئة في استدلالهم بهذا على معاصي الأنبياء عليهم
السلام، فقال ـ موردا شبهتهم بصيغة تساؤل ـ (ما وجه قوله تعالى حكاية عن موسى عليه
السلام: ﴿وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ
إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا
يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ
الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [الأعراف: 150] أوليس ظاهر هذه الآية يدل على أن
هارون عليه السلام أحدث ما أوجب إيقاع ذلك الفعل منه؟ وبعد فما الاعتذار لموسى
عليه السلام من ذلك وهو فعل السخفاء والمتسرعين وليس من عادة الحكماء المتماسكين؟)[2]
ثم أجاب على هذه الشبهة بقوله: (ليس فيما حكاه الله تعالى من
فعل موسى وأخيه عليهما السلام ما يقتضي وقوع معصية ولا قبيح من واحد منهما، وذلك
أن موسى عليه السلام أقبل وهو غضبان على قومه لما أحدثوا بعده مستعظما لفعلهم
مفكرا منكرا ما كان منهم، فأخذ برأس أخيه وجره إليه كما يفعل الانسان بنفسه مثل
ذلك عند الغضب وشدة الفكر. ألا ترى أن المفكر الغضبان قد يعض على شفيته ويفتل
أصابعه ويقبض على لحيته؟ فأجرى موسى عليه السلام أخاه هارون مجرى نفسه، لأنه كان
أخاه وشريكه وحريمه.. وأما قوله: لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي، فليس يدل على أنه وقع
على سبيل الاستخفاف، بل