وهذه الصيغ لا تدل على الحصر، بل إن
للعرف دخلا في تحديدها بشرط أن لا تتناقض مع القواعد الشرعية أو تكون من الصيغ
التي ورد النهي عنها، قال ابن حبيب من المالكية: ولا بأس بالزيادة على هذا من ذكر
السعادة، وما أحب من خير.
ولكنه يكره أن يقول: بالرفاء والبنين،
لما روي أن عقيل بن أبي طالب تزوج امرأة من جشم، فدخل عليه القوم فقالوا: بالرفاء
والبنين، فقال: لا تفعلوا ذلك. قالوا: فما نقول؟ قال: قولوا: بارك الله لكم وبارك
عليكم، إنا كذلك كنا نؤمر)[2]
ويظهر أن هذا اللفظ كان مشهورا عندهم
غالبا حتى سمي كل دعاء للمتزوج ترفئة، وقد اختلف العلماء في علة النهي عن ذلك،
فقيل: لأنه لا حمد فيه ولا ثناء ولا ذكر لله.
وقيل: لما فيه من الإشارة إلى بغض البنات
لتخصيص البنين بالذكر.
ولا مانع من أن يكون كلا المعنيين علة
للنهي، قال ابن المنير: الذي يظهر أنه a كره اللفظ لما فيه من موافقة الجاهلية، لأنهم كانوا يقولونه تفاؤلا
لا دعاء، فيظهر أنه لو قيل للمتزوج بصورة الدعاء لم يكره، كأن يقول اللهم ألف
بينهما وارزقهما بنين صالحين مثلا أو ألف الله بينكما ورزقكما ولدا ونحو ذلك[3]، ولكنه مع ذلك يستحب الاقتصار
على المأثور، فهو أولى مراعاة للقدوة التي تحمل معاني العبودية،كما هو الشأن في كل
ما ورد به الشرع من صيغ.
[1] أخرجه الطبراني في الكبير بسند ضعيف وأخرجه في الأوسط بسند أضعف منه
وأخرجه أبو عمرو البرقاني في كتاب معاشرة الاهلين من حديث أنس وزاد فيه والرفاء
البنين وفي سنده أبان العبدي وهو ضعيف، انظر: فتح الباري:9/222.