نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 118
الفصل
الثاني
العلاقة بين
جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية
لقد تبين لنا مما سبق أن من الأهداف الكبرى التي
تأسست جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لأجلها مواجهة الطرق الصوفية، بل محاربتها،
واستئصالها، بل تقديم استئصالها على استئصال الاستعمار نفسها، باعتبارها أخطر
تأثيرا منه.
ولكن هذا الهدف مع وضوحه وشهرته لا يمكن أن نستنبط
منه العداء المطلق للطرق الصوفية من ناحيتين:
الناحية الرسمية: ذلك أنه حصل بين
الجمعية والطرق الصوفية –كما عرفنا سابقا- نوع من الوفاق بينهما عند أول تأسيس
الجمعية، وبسببه تأسست الجمعية، وانتشر صيتها، ثم حصل بعد ذلك، وبعد سنة واحدة
الانقلاب، ولسنا ندري من المنقلب، ومن المنقلب عليه، وهذا يحوجنا إلى التحقيق
التاريخي في ذلك بالإضافة إلى التحقيق في النتائج التي ترتبت على ذلك الفصام،
والأسباب التي دعت إليه.
الناحية الشخصية: ذلك أن جمعية العلماء
المسلمين الجزائريين ضمت أعضاء مختلفي المشارب، وقد جعلهم ذلك يختلفون في سلوكهم
مع الطرق الصوفية بين معتدل ومتشدد، بل ومتسامح، وقد عبرنا عنه بكونه شخصيا لأنا
رأينا أعضاء الجمعية يختلفون كثيرا في سلوكاتهم ومواقفهم من الطرق الصوفية، وهذا
ما جعلنا نبحث عن تصنيف المواقف، ثم تصنيف أعضاء الجمعية على أساسها.
ونحب أن ننبه هنا إلى أن البحث في كلا الأمرين يعتمد
على التاريخ أكثر من اعتماده على تحليل الأفكار ودراستها باعتبار أنا سنخص الباب
التالي لهذا الباب لدراسة التوجهات الفكرية وأثرها في التعامل بين الجمعية والطرق
الصوفية.
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 118