نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 121
خالصة لهم في فترات
تاريخية كثيرة.
بناء على هذا نحاول في هذا المطلب أن نتعرف على تلك
الفترة القصيرة التي ساد فيها هذا التوافق المحتشم، ثم نتعرف على أسبابه وخلفياته
الفكرية والتاريخية.
أولا ــ بداية
التوافق ومدته:
في سنة 1925، وبعد أن أدرك ابن باديس صعوبة تأسيس ما كان يصبو إليه من إصلاح
من خلال النخبة القليلة التي كانت تشاركه آراءه وتوجهاته الإصلاحية من العلماء
الأحرار الذين تخرجوا في المدارس والمعاهد الحرة، ومن الجامعات الإسلامية في وقتها
مثل الزيتونة، والأزهر، والقرويين أو درسوا بالحجاز.
ورأى أن جمعا كبير من العلماء لا يتوافق معه في هذا
السبيل، أو لا يفكر معه هذا التفكير، وهم إما من الذين تتلمذوا في المدارس الرسمية
الحكومية التي تكون وتخرج الموظفين في القضاء والإفتاء والإمامة، والذين كان جلهم
يظهرون ولاءً كبيرًا وطاعة عمياء لإدارة الاحتلال.
أو من الذين تتلمذوا في
مدرسة الزوايا التي تخرج شيوخاً يعلمون بالزوايا، ويتفرغون لخدماتها، مع جمود على
طرائقها وحالتها، التي هي عليها منذ أمد بعيد[1].
بعد أن رأى هذا وأدرك صعوبة
تحقيق ذلك الغرض الإصلاحي الذي يصبو إليه مع نفر قليل من المصلحين تخلى عن بعض
الحدة التي كان يخاطب بها المخالفين له خصوصا من رجال الطرق الصوفية، ونشر– عبر جريدة الشهاب- نداء إلى العلماء
الراغبين في الإصلاح من كل الجهات والتوجهات يقول فيه:: ( أيها السادة الأدباء
المؤيدين للإصلاح، المتواجدين في مناطق متفرقة مختلفة في الجزائر، هلموا، اتّحدوا
وتعاونوا، وأسسوا حزبا
[1] عبد رشيد زروقة، جهاد
ابن باديس ضد الاستعمار الفرنسي في الجزائر (1913 ـ 1940 )، دار الشهاب، بيروت، ط1، 1420 هـ / 1999 م، ص 126
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 121