نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 125
تلك السنة القصيرة على
اعتباره نوعا من التوافق المؤقت المحدود - كما يعبر الدكتور أبو القاسم سعد الله - بدليل المناصب الهامة
التي تولاها المصلحون[1].
وبرر ذلك بأن الواقع
المحرج الذي كان يعيشه أعضاء الجمعية لا يسمح لهم بتحقيق أهدافهم الإصلاحية إلا
باستعمال بعض الطرق والأساليب الخاصة، فقال:(ومن هنا يتضح أن موقف العلماء لم يكن
سهلا، فقد كانوا يمشون على البيض كما يقول المثل الأجنبي، فهم من جهة كانوا يريدون
تحقيق مبادئهم وأهدافهم بأية وسيلة مشروعة، ومن جهة أخرى كانوا واقعين تحت طائلة
إجراءات استثنائية مستعدة لعرقلة سيرهم، بل وضعهم في قفص الاتهام، لذلك كانوا
يناورون ما وسعتهم الحيلة والمناورة ويجاملون ولكنهم لا يتنازلون عن مبادئهم، ومن
أجل ذلك اصطدموا مرات بالإدارة)[2]
وقد ذكر محمد الأخضر السائحي الطريقة التي قامت بها الجمعية لإخراج
الطرق الصوفية من الجمعية، أو لعدم تمكينهم من أي موضع فيها، وذلك أنهم دبروا خطة
تتمثل في تغيير أوراق الانتساب إلى الجمعية، وذلك بناء على امتحان يقوم به شيخان
من العلماء لإثبات علمية المتتسب أو جهله.
وقام الشيخ أبو اليقظان بطيع الأوراق الجديدة
ذات اللون الأزرق عوضا عن الأوراق القديمة ذات اللون الأصفر، وخاف الطرقيون من
الامتحان، وبذلك فشلت محاولتهم بصورة قانونية[3].
وهذا هو الواقع الذي مارسته الجمعية في كثير من
مراحلها، فهي تشتد مع المخالفين إذا
[1] سعد الله، الحركة الوطنية الجزائرية، ج3، ص 83..