نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 159
على ذلك برضا المستعمر عنها، والسماح لها بأداء
نشاطها بحرية كبيرة.
ونحن - كما نعتقد حصول هذا الاختراق بين صفوف الطرق
الصوفية - فإنا نعتقد كذلك أن الجمعية لم تكن بمنأى من هذا الاختراق، وأنها في بعض
نواحي سلوكها كانت تنفذ مؤامرة فرنسية شعرت بها أو لم تشعر.
ولذلك – كما يصرح ابن باديس نفسه – فتحت لها الحكومة
الفرنسية كل الأبواب لتؤدي أدوارها بحرية أكبر، وقد ذكر ابن باديس هذا مثنيا عليه، فقال:
(للحكومة – الفرنسية طبعا- الفضل
العظيم بفتحها السبل لهذه الجمعية حتى تتوصل إلى نشرهما باتصال رجالها من أهل
العلم بالأمة في مساجدهم ومجامعهم وحيثما كانوا، فللحكومة في هذا من الفضل بقدر ما
فيه للأمة من النفع، ولقد كان رجال الحكومة الذين لقيناهم في جميع البلدان يلاقوننا
بمزبد الإكرام، ويزودوننا بعبارات التأييد والتنشيط، ويقول لنا الكثير منهم: (إننا
مستعدون لمساعدتكم في كل ما تريدونه بدائرتنا)، ولا شك أنهم يتكلمون بلسان الحكومة
ويعربون عن نياتها ومقاصدها، وأي مقصد أشرف وأي نية أنفع من تعاون الحكومة من
العلماء لتهذيب الأمة وتعليمها)[1]
ويعقب على ذلك بقوله:
(هذا أعظم ما قامت به فرنسا في أول القرن الثاني نحو أبنائها المسلمين الجزائريين
الذين كانوا معها في جميع المواقف مواقف الحياة ومواقف الموت) [2]
ولا نريد أن نعلق على هذه العبارة التي لم نجد من
الباحثين من ينقلها مع صراحة نسبتها لابن باديس، لكنه لو قالها بعض رجال الطرق لنشرت،
واستعملت أسوأ استعمال.
بل إن ابن باديس يذكر كيف كان للإعلام
الفرنسي دوره في الاهتمام بالجمعية والتعريف