نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 162
إني أجد على هذه النار
هدى. ثم وقع بك الحظ على هؤلاء القوم أو وقع بهم عليك، وهم لم ينسوا ماضيك معهم،
وإنما يتناسونه لأمر ستنجلي عنه الغيابة، يوم ينكفئ القدر بما فيه من صبابة. فهل
فكّرت بعد هذه الأطوار أن تستقلّ بجريدة لا تناصر بها حركة ولا سكونًا، ولا تعتمد
فيها على شخص ولا على حزب؟ وهيهات)[1]
المطلب الثالث: نتائج
الخلاف بين الجمعية والطرق الصوفية
لقد عبر ابن باديس عن تبعات ذلك التفرق
الذي حصل بين الجمعية والطرق الصوفية بعد سنة من التأسيس، فقال: (ها هو القانون الأساسي للجمعية كما وضع أول مرة منذ
خمس سنوات، وقد كان الذين وضعوه شطرهم مع الطرقيين، ولكنهم ما أكملوا السنة الأولى
حتى فروا من الجمعية وناصبوها العداء واستعانوا عليها بالظلمة ورموها بالعظائم
وجلبوا عليها من كل ناحية بكل ما كان عندهم من كيد، ذلك لأنهم وجدوا كثيراً من
الآفات الاجتماعية التي تحاربها الجمعية هم مصدرها وهي مصدر عيشهم، ووجدوا قسماً
منها مما تغضب محاربته سادتهم ومواليهم وقد شاهدوا مظاهر الغضب بالفعل منهم فما
رفضتهم الجمعية ولا أبعدتهم ولكنهم هم أبعدوا أنفسهم)[2]
ونحن، وإن كنا لا نسلم باللغة الشديدة التي تحدث بها
ابن باديس من تحميله تبعات ما حصل على الطرقيين
وحدهم إلا أننا مع ذلك نستطيع أن نستنبط من كلامه الكثير من النتائج السلبية التي
أعقبت ذلك الحادث، والتي نحاول سرد بعضها هنا باختصار:
أولا ــ زيادة
شدة الخلاف:
لقد كان الخلاف – كما ذكرنا سابقا- موجودا مشهورا بين الجمعية والطرق الصوفية قبل
تأسيسها، ولكنه كان خلافا لا يعدو أفرادا من الإصلاحيين، ولم يتعد إلى مستوى