نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 172
ومن العجيب أن ينكر الإبراهيمي عليهم هذا السلوك مع كونه - مع أعضاء
جمعيته جميعا - يمارسونه، بل إن الشيخ العربي التبسي ذهب إلى أعظم من ذلك حين أباح لفقهاء
الجمعية أن يستفيدوا من الزكاة حتى لو كانوا أغنياء ما داموا (قد حبسوا جهودهم وعلومهم وحياتهم للجهاد
في سبيل الإسلام، ونشره، والدفاع عنه. أما فقهاء السوء طلاب الدنيا فإننا لا نقول
بجواز أخذهم من الزكاة)[1]
ثم هل هناك جمعية في
الدنيا لا تبحث عن المعونات حتى تحقق أهدافها، ولو طالعنا جرائد الجمعية من هذه
الناحية، واهتمامها بجلب المعونات المادية لألفنا في ذلك أسفارا كثيرة، ويطيب لنا
هنا أن نستعمل أسلوب الإبراهيمي في ضرب الأمثال، فنقول:
(رمتني بدائها وانسلت)[2]
بعد هذا نحب أن نبين أثرا خطيرا لهذا الذي طرحه
الإبراهيمي، وهو مرتبط بواقعنا لنعرف من خلاله أننا
لا زلنا أسارى لتقديس الأشخاص لا لتقديس المبادئ.
وهو موقف مؤسف من رجل
أكاديمي يتزعم الآن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وهو الدكتور عبد الرزاق
ڤسوم الذي أدلى بتصريح
لجريدة واسعة الانتشار بين العوام والمثقفين يقول فيه: (إن الخلاف بين الجمعية
(يقصد جمعية العلماء المسلمين) والزوايا يعود إلى زمن تأسيس جمعية العلماء التي
ضمت جل علماء الأمة، بما في ذلك بعض شيوخ الزوايا الذين تصدوا لمحاربة الاستعمار
الفرنسي، فعمد هذا الأخير إلى شق الصف بإنشاء
[1] انظر: جريدة البصائر،
السلسلة الثانية، السنة الثالثة، عدد 119، الاثنين 15/ماي/1950م الموافق
28/رجب/1369هـ، ص 2.
[2] هو مثل يضرب لمن يعير
صاحبه بعيب هو فيه، فيلقي عيبه على الناس ويتهمهم به، ويُخرج نفسه من الموضوع،
انظر المثل في أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري، المستقصى في أمثال العرب،
دارالكتب العلمية – بيروت، الطبعة الثانية، 1987، 2/103.
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 172