نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 202
العلم أننا سنتحدث عن مواقفهم المختلفة
بتفصيل في محالها المناسبة من هذه الرسالة.
الشيخ الطيب العقبي:
نرى من خلال مواقف وكتابات الشيخ الطيب العقبي أنه أكثر علماء الجمعية تشددا، بحيث لا
يجاريه في تشدده أحد، بل نرى أنه عدى بتشدده الكثير من أعضاء الجمعية، لما كان
يحظى به من قدرات مكنته لا من التسلط على قلوب العوام فقط، بل على قلوب الخواص
أيضا، وقد أشرنا إلى ذلك سابقا.
ولهذا اعتبره الشيخ
الإبراهيمي (من أكبر الممثلين
لهديها ـ أي الجمعية ـ وسيرتها والقائمين بدعوتها، بل هو أبعد رجالها صيتا في عالم
الإصلاح الديني وأعلاهم صوتا في الدعوة إليه... وإنما خلق قوالا للحق أمارا
بالمعروف، نهاء عن المنكر وقافا عند حدود دينه، وإن شدته في الحق لا تعدو بيان
الحق وعدم المداراة فيه وعدم المبالاة بمن يقف في سبيله)[1]
والسر في تشدده بسيط،
فقد عاش في الحجاز في فترة كان للوهابيين فيها سلطة وسطوة سواء على المستوى
السياسي أو الدعوي[2]، وكان له نشاط صحفي إصلاحي قبيل اندلاع الحرب
العالمية الأولى، وعند عودته إلى الجزائر سنة 1920 قرر إصدار جريدة عربية إصلاحية
بعنوان (الإصلاح) تنشر فيها أفكاره الإصلاحية وترد على الطرق الصوفية متأسيا في
ذلك بما رآه في الحجاز من تشدد ومبالغة، فأقام حربا شعواء على الطرق.
وقد ذكر الإبراهيمي الأثر الكبير الذي
أحدثته جريدته، فقال: (فكان اسمها أخف وقعا،