ومثل ذلك ما ذكره الشيخ العربي التبسي – باعتباره الكاتب
العام لجمعية العلماء المسلمين - في تقريره الذي نشره عن الجلسة العادية للمجلس
الإداري لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين في جريدة البصائر[2]، فقد ذكر أن (المجلس الإداري للجمعية قرر في جلسته الإدارية المنعقدة في
15/رجب/1355هـ إيفاد وفود إلى البلدان التي ستذكر فيما بعد للقيام بهمة الوعظ
والإرشاد، ولدعوة الأمة إلى تعليم أبنائها، بإنشاء المكاتب والمدارس لمقاومة
الأمية، وتبليغ الدين الإسلامي تبليغا علميا.. وقد جعل يوم 15/اكتوبر/1936م موعد
اجتماع أعضاء الوفد ببلدة ( برج أم نائل) لتكون مبدأ رحلتهم، ومنها يتوجهون إلى
(تيزي وزو)، ومنها إلى (ميشلي)، و(ذراع الميزان)، و(الأربعاء) وغيرها من البلدان)
ثم ختم التقرير بقوله: (وبما أن هؤلاء المشايخ موفدون
من جمعية العلماء، وهم من أعضائها وقد ذهبوا لخدمة الدين الإسلامي والمسلمين.
فإننا نرجو من إخواننا أهل البلدان المذكورة أن يستمعوا إلى نصائحهم، وأن يعملوا بوصاياهم
التي يبلغونها باسم الدين الإسلامي)
بناء على هذا، سنحاول هنا، وباختصار أن نذكر بعض
النماذج عن تنقلات أعضاء الجمعية، والمواضيع التي كانت تطرح فيها، وعلاقتها بالطرق
الصوفية، وقد نعرف من خلال ذلك سر تأييد الطرق الصوفية لقرار المنع الذي استهجنه
ابن باديس والجمعية، واعتبروا الطرق على أساسه
موالية للاستعمار.