نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 229
أثناء
المحاضرة ويكونون سندا له عند الحاجة.
كان في
إمكان الشيخ – خاصة في موضوع مثل هذا - أن يتناوله كما تناوله الشيخ ابن باديس، كما ذكرنا
ذلك سابقا، خاصة في حضور رجال الطرق الصوفية، لكن الشيخ الإبراهيمي – كما يذكر الشاهد
- افتتح درسه بقوله تعالى: {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ
يَسْعَى قَالَ يَا
قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا
وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21)} [يس: 20، 21]، ثم بدأ يشرحها، فقام إليه أحدهم من
تلمسان، وأوقفه قال له: ما جئت لأسمع حماقاتك؛ ثم قال: ها هو أحد شيوخنا يطرح عليك
سؤالين فأجبه، فقام هذا الأخير وسأله: إن كان يعترف بدور العلويين؟ وهل يؤمن
بالتوسل والوسيلة؟
فأجابه
الإبراهيمي – كما يذكر الشاهد-
بقوله: (إن الإنسان يتوسل إلى الله بعمله الصالح)[1]، وذكر قصة النفر الثلاثة الذين أغلق عليهم في
الغار[2]، وبدأ كل واحد منهم
[1] جهود رجال
جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في خدمة القرآن الكريم تعليما- وعملا –ودعوة، ص28.
[2] نص الحديث كما
روي في بعض رواياته هو قوله a:
(إن ثلاثة نفر انطلقوا في سفر، فآواهم الليل إلى غار، فوقعت صخرة على باب ذلك
الغار، فقال بعضهم لبعض : لستم على الطريق، وقد بليتم بأمر عظيم لا يمكنكم فيه إلا
أن تدعوا الذي أبلاكم به أو كلمة نحوها، فلينظر كل رجل منكم أفضل عمل عمله فليذكره
ثم ليدعو الله، فقال أحدهم : اللهم إنك تعلم أنه كانت لي بنت عم لم يكن في الأرض
أحد أحب إلي منها، فأردتها على نفسها وجعلت لها مئة دينار، فلما جلست منها مجلس
الرجل من امرأته، استقبلتها رعدة، وقالت : إني والله ما عملت خطيئة قط وما حملني
عليه إلا الجهد، فقمت وقلت : هي لك، اللهم إن كنت تعلم أني إنما قمت عنها التماس
مرضاتك ومخافة سخطك، فافرج عنا هذا الحجر، فانحط الحجر حتى رأوا الضوء، وقال الآخر
: اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أبوان، وكانت لي غنم أرعى قريبا، وإني تباعدت فجئت
ذلك ليلة وقد احتبست، فحلبت إناء من لبن، وأتيت أبوي فوجدتهما نائمين، فكرهت أن
أوقظهما من نومهما، فبات الإناء على يدي حتى استيقظا متى استيقظا اللهم إن كنت
تعلم أني إنما فعلت ذلك التماس مرضاتك ومخافة سخطك، فافرج عنا هذا الحجر، قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : فانقض الحجر حتى رأوا الضوء ورجوا، قال الثالث : اللهم
إن كنت تعلم أني استأجرت رجالا بأجر معلوم، وكان فيهم رجل يعمل عمل رجلين، فلما
أعطيتهم أجورهم قال : أعطني عمل رجلين، فقلت : إنما لك عمل رجل، فأبى وتركه عندي
وذهب، فلم أزل أعمل له فيه حتى اجتمع ستون من بين ثور وبقرة وعبد وأمة، فجاء بعد
حين فقال : يا عبد الله، أما آن لك أن تعطيني أجري ؟ قلت : من أنت ؟ قال : أنا
الذي عملت معك عمل رجلين فلم تعطني إلا عمل رجل واحد فتركته، فقلت : هذه ستون من
بين ثور وبقرة وعبد وأمة، قال : حبستني ما حبستني وتسخر بي، قلت : هو لك فخذه
فأخذه، اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك التماس مرضاتك ومخافة سخطك، فافرج عنا
هذا الحجر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فزال الحجر وانطلقوا يمشون) (انظر: صحيح
البخاري (3/ 119)، صحيح مسلم (8/ 89، أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار، مسند البزار (البحر الزخار )،
تحقيق: محفوظ الرحمن زين الله، مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة، الطبعة :
الأولى، (8/ 230))
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 229