نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 235
الخطير في عهد
الاستعمار، وهل كان يسمح لهذه القضايا الفرعية أن تطرح في ذلك الحين، وهل كان من
المقاصدية أن تكمم أفواه أولئك الذاكرين الذين لقنوا المستعمر أروع دروس التضحية
والفداء، بفضل ما تحدثه تلك الأوراد في قلوبهم من قوة إيمانية.
ويواصل الشيخ حديثه بما
تعودنا سماعه م رجال الجمعية من كونهم دائما هم المنتصرون في مناقشاتهم مع المخالف،
فقال: (فلما سدت في وجوههما مناهج التضليل انقلبا إلى السباب والفضاضة والفحش
والإذاية، فأعرضت عنهما ومررت بكلامهما مر الكرام، ووعدت الحاضرين بالكتابة في
بدعة الطرائق في الإسلام)[1]
هذا هو النموذج الثاني،
وهو يدل على المواضيع التي كان يحلو لأعضاء الجمعية إيرادها، ونحب قبل أن نترك هذا
النموذج أن نذكر بأن هذا العملاق من عمالقة جمعية العلماء، ونتيجة ما جبل عليه من
تسامح ومحبة وسلام لم يفت بما أفتى به جماهير العلماء – حتى ابن تيمية نفسه – من كفر من سب
الله أو سب رسوله، بل اعتذر له وبرر له سلوكه، كما ذكرنا ذلك سابقا.
بل إنه – على حسب ما
نعرفه من هذا التيار السلفي- يفضل ذلك الذي سب الله وسب رسوله على ذلك الذي يحمل
مسبحة ويأتي بالأوراد، لأن الأول أخطأ، والثاني ابتدع، والمخطئ أهون حالا من
المبتدع.. ثم نتساءل بعد هذا: أين ذهب رجال الدين بعد استقلال الجزائر، وقد
قتلناهم بأيدينا؟
النموذج الثالث:
وهو حول تنقل الشيخ مبارك
الميلي إلى ميلة
ونواحيها سنة 1933، والذي نقلته صحيفة (الشريعة النبوية) بتفاصيله[2]، ونحن نتعجب من سر ذكر تلك التفاصيل الكثيرة في
صحيفة