هذا ما كتبه ابن باديس في أول افتتاحية كتبها، وإنما ذكرنا نص
كلامه بطوله، لأنا وجدنا للأسف الكثير من الباحثين يقتطع من كلام ابن باديس أو غيره ما يتناسب مع ما يريد أن يفرضه
على القارئ من أفكار، ولكنه إن جاء لأصحاب الطرق الصوفية وما يكتبونه ضخم الهزيل،
وعظم الحقير.
والتساؤل الذي يطرح نفسه هنا هو: لماذا استعمل ابن
باديس – ومثله الجمعية – تلك اللغة الدبلوماسية الذكية مع المستعمر
ليحققوا ما يريدون من أهداف، ولم يستعملوا نفس تلك اللغة مع إخوان لهم لم يطلبوا منهم
إلا أن يكفوا سبابهم عنهم، وكان في إمكانهم أن يحققوا بذلك من الأهداف أضعاف ما
يريدون تحقيقه من المستعمر؟
بعد هذا التوضيح لأهداف الصحيفة من خلال كلام مؤسسها،
ذكر ابن باديس كيف بدأت الصحيفة تستقطب الإصلاحيين
وتجمعهم، وهو ما يبين أثرها وأثر الصحف في تجميع الإصلاحيين بعد ذلك في مؤسسة
الجمعية، فقال: (ثم ما كاد
يبرز العدد الثاني منها حتى ظهر في الجزائر كتابه لم يجدوا مجالا لأقلامهم قبلها
فانضموا إلى تحريرها وأوجدوا بهيئتهم أول حزب المصلحين)[2]
ثم ذكر ما حصل للجريدة
من تعطيل، فقال: مضت الجريدة على خطتها حتى سقطت في الميدان بقرار التعطيل بعد ما
برز منها (18) ثمانية عشر عددا كانت في بنيان النهضة ثمانية عشر سندا)[3]