3
ــ افتقارها للتراث الصوفي المقارن، والموجه خصوصا للتيار السلفي، والذي سنذكر
نمادج عنه في المبحث التالي، وهذا مما يضخم المشكلة بين الطرفين، فالافتقار إلى
المصادر، كافتقار المريض إلى دواء من الأدوية، ولا يمكن أن يطمع في الشفاء من لم
يحصل الدواء، أو رغب عن الدواء.
4
ــ اعتمادها في الحديث عن التصوف على كتب أعدائه، وخاصة ابن الجوزي، وخاصة ما ذكره
في كتابه (تلبيس إبليس)، وهو كتاب لقي الكثير من مقولاته الرفض حتى من ابن تيمية وغيره.
ولهذا
نجد الشيخ ابن عليوة في رده على مقال الشهاب في رسالة (الناصر المعروف بالذب عن مجد التصوف) يخاطب رجل الجمعية بقوله:
(..فأقول لكم صريحاً يا حضرة الأخ: إن معتمدكم فيما نقلتموه من كتاب ابن الجوزي
المسمى بـ (تلبيس إبليس) لا تقوم به حجة ولست أدري هل أنتم على علم من قيمة هذا
الكتاب ومنزلته بين العلماء أم كنتم على خلاف ذلك؟ ولهذا أراني مضطراً أن أذكر لكم
مقداره عند العلماء فأقول أن للعلماء في ذلك الكتاب كثيراُ من الأخذ والرد وفي
الأخير اتضح عندهم أنه مما لا تنهض به الحجة ولا يصح به الاستدلال .. وها أنا أنقل
لكم من أقوالهم حتى تدرك مقدار ما اعتمدتموه في الحط من كرامة رجال كان من واجبك
أن تعتبرهم في الصف الأول من رجال الدين وأئمة المسلمين)[2]
ثانيا ــ خصائص المواجهة العلمية:
من خلال دراسة التراث
القليل الذي كتبه رجال الجمعية حول تفاصيل الخلاف بينهم