نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 328
ولهذا نجد مثل هذه
التعبيرات في هذا المقال الذي اعتبرناه نموذجا على عدم المناقشة العلمية الهادفة:
(يا حضرة العارف العليوي ؟ إذا كنت كذوبا فكن ذكورا. أما دريت أن هذا البهت يفضحك.
وينزع الثقة بك، وبمن تدافع عنه، إن رضي منك هذا الدفاع عنهم، وعلى ما نعيناه
عليهم. أليس هذا الصنيع يجعلك ممقوتا عند العليويين أنفسهم ؟ لو فهموا حقيقتك
فإنهم إذا قرأوا كتابك علموا أنك غاش لهم، لم تدفع عنهم تهمة، بل سخرت منهم
وخادعتهم) [1]
ومثلها قوله: (.. إما أن
تجيب بالمنع عما كتبنا وأنت صادق غير غاش، وتذكر إلينا أن عارفكم الذي قص علي ما
كتبت في ملاء من الناس كاذب في خبره، وليس لك بذلك يدان. لأن أخباركم قد سارت بها
الركبان في كل مكان، وإنكارها رجوع عن مبادىء طريقتكم) [2]
ومثلها قوله: ( ألا
ليعلم المجاجي أنه عـّد نفسه ريحا فقد
لاقى إعصارا. أما جوابنا على شتائمك وما تتوعدني به من إظهار الأسباب التي لا تود
أن تجرح عواطفي بها، فبعد أن أذن لك في نشرها، وإن تأخرت فأنت الكذاب على وجه
الأرض) [3]
وهكذا لو حللنا المقال الطويل لا نجد منه أكثر من
صفحة واحدة يمكن اعتبارها صفحة علمية بعد تهذيبها من السباب الكثير الذي يحيط بها.
والحسرة التي يشعر بها أي منصف بعد قراءة هذا المقال
ليس على الشيخ العربي وما كتبه، ولا على المجاجي وما صب عليه، وإنما الأسف على ذلك القارئ
الجزائري الذي لم يكفه أن يملأ صدره بالحقد على المستعمر ليضيف إليه الحقد على
المجاجي.