responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 341

ووجدت منهم من يعد أخا العبا

دة وهو في لهو وفي لذات

طلبوا صلاح المسلمين ففرقوا الإ

سلام في طرق لهم أشتات

ومن قصائده في هذا المجال قوله – وهو يرسم العلاقة التي تربط المريد بشيخه[1] -

كانوا طوائف شتى كل طائفة

تطيع شيخا لها في كل ما زعما

إن قال إني ولي صدقوه وإن

هو ادعى الغيب قالوا أحكم الحكما

وإن تعلم بعض الشيء تهجية

قليلة هتفوا يا أعلم العلما

وإن هو ارتكب الفحشاء فاضحة

فلا محالة معذور وقد أثما

أو احتسى الخمر قالوا إنها عسل

ولا غرابة في هذا ولا جرما

أو ادعى أن خير الخلق يخدمه

فما اعتدى عندهم ولا ظلما

( أو لم يصل رأوه حسبما زعموا

يقيمها إذ يزور البيت والحرما

وفي قصدة أخرى يوبخ المجتمع الجزائري الذي وكل نفسه إلى هؤلاء الذين يعتبرهم غواة، فيقول[2]:

وحبته بغير حق من التك ريم كل الإكبار والتكريم

أنت لو كنت صوفيا لتلقت كل ما تفتريه بالتسليم

وإن كنت مصلحا فلك الويل ملوما وأنت غير ملوم

2 ــ الطيب العقبي:

وهو بالإضافة إلى قدراته الخطابية العالية التي تحدثنا عنها كان شاعرا فحلا، وقد وجه شعره لمواجهة الطرق الصوفية، بل إن قصائده في هذا المجال لا تزال تنشر على مستوى واسع، وخاصة في النوادي السلفية.

وقد شهد له بالقدرة الشعرية الشيخ ابن باديس الذي تحدث عن هذا الجانب فيه بقوله: (يعرف الناس العقبي واعظا مرشدا يلين القلوب القاسية، ويهد البدع والضلالات العاتية بقوة بيانه وشدة عارضته، ولكن العقبي الشاعر لا يعرفه كثير من الناس، فلما ترنحت السفينة على الأمواج وهب النسيم العليل هب العقبي الشاعر من رقدته وأخذ يشنف أسماعنا بأشعاره ويطربنا بنغمته الحجازية مرة والنجدية أخرى، ويرتجل البيتين والثلاثة والأربعة في المناسبات، وهاج بالرجل شوقه إلى الحجاز فلو ملك قيادة الباخرة لما سار بها إلا إلى جدة دون أن يعرج على مارساي، وإن رجلا يحمل ذلك الشوق كله للحجاز ثم يكبته ويصب على بلاء الجزائر وويلاتها ومظالمها لرجل ضحى في سبيل الجزائر تضحية أي تضحية) [3]

ولعل أهم ما كتب من شعر في هذا المجال قصيدته الكبرى (إلى الدين الخالص) التي وصفها ووصف صاحبها الشيخ مبارك الميلي بقوله: (ولكن أتى الوادي فطم على القرى، إذ حمل العدد الثامن في نحره المشرق قصيدة (إلى الدين الخالص) للأخ في الله وداعية الإصلاح وخطيب المصلحين الشيخ الطيب العقبي ـ أمد الله في أنفاسه ـ فكانت تلك


[1] الزاهري، التحية الصادقة. الشهاب. مج10، ج9، 12 أوت 1933. ص 454.

[2] الزاهري، ليتني ما قرأت حرفا. الشهاب. مج7، ج1، 1931. ص 927.

[3] آثار ابن باديس (3/ 334)

نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 341
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست