نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 355
غير العلمي وغير
الأخلاقي وغير الشرعي، لأن قارئ القصة البسيط يتصور أنها حقيقة واقعة، ويتصور أن
ما فيها من أحداث ومواقف مرتبط بجميع الطرق، ولذلك جميع الطرق – كما تذكر القصة
– يمارسون الكبائر بل يدمنون عليها مع أشياخهم، وهذا كله وإن صدق في محل
لا يمكن أن يصدق في جميع المحال.
وهذا أكبر ما يشكو منه
رجال الطرق من الجمعية، وهو التعميم المنافي للمنهج العلمي الصحيح، فالمنهج العلمي
يقتضي التريث في إطلاق الأحكام قبل التحقيق.
رابعا ـ المقالة
الأدبية:
تعتبر المقالة الأدبية
هي أكثر ما وردنا من تراث الجمعية، وقد وظفت خصوصا في مجال النقد بأنواعه
المختلفة، وخاصة النقد الاجتماعي.
وربما تكون الجمعية في
توظيفها للمقالة الأدبية النقدية في مواجهة الطرق الصوفية مقلدة للتيار الأدبي
النقدي في ذلك الوقت، والذي مثله أحمد أمين وإبراهيم
المازني وعباس محمود العقاد والرافعي وطه حسين وغيرهم من الأدباء، ولهذا نجد
انسجاما بين طرق التعبير وأساليبه بين ما كتبته الجمعية وما كان يكتبه هؤلاء.
وربما يكون اختيار الجمعية
لهذا الأسلوب في الكتابة هو بساطته وسرعة وصوله للقارئ وعدم حاجات صاحبه إلى
إمكانات علمية كبيرة، بالإضافة إلى الحرية التي يشعر بها الكاتب، خاصة إن كانت له
قدرة على التعبير، فهو يخوض فيما شاء، وكيف شاء بعلم أو بغير علم.
وهذا ما يفرق المقالة
العلمية عن المقالة الأدبية، فكاتب المقالة العلمية يحتاج عند ذكر كل عبارة إلى
التوثيق والتحقيق والبرهان، فهو دائم محاصر برقيب يردد عليه قوله تعالى: {وَلَا
تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ
السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء:
36]
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 355