نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 376
متوجه عموما للسلوك والعرفان، ولا يتوجه للجدل والخصومات.
ولهذا، فإنا لم نجد في دواوين الشيخ ابن عليوة، والشيخ عدة بن تونس وغيرهما ما يمكن أن نواجه به ما كتبه
الزاهري أو العقبي، فأشعار ابن عليوة وغيره أشعار صوفية، بعيدة تماما عن
البيئة التي كتبت فيها، قد يصح مقارنتها بأشعار ابن الفارض أو الششتري أو غيرهما من الصوفية، ولكنه لا يصح بأي
حال من الأحوال مقارنتها بأشعار رجال الجمعية.
وهكذا في كل المجالات الأخرى، ولهذا اكتفينا في هذا
المبحث بذكر خصائص
المواجهة العلمية، والتي
رأينا أنها تتمثل في ثلاث خصائص:
أولا ــ الاعتماد على المصادر التي ألفت في الرد على
الوهابية.
ثانيا ــ ضعفها في علوم الحديث
ثالثا ــ تسامحها مع المخالف
وسنتحدث عن هذه الخصائص في هذا المبحث.
أولا ــ الاعتماد على المصادر التي ألفت في الرد على الوهابية:
منذ بداية تأسيس الحركة السلفية على يد الشيخ محمد بن
عبد الوهاب لقيت معارضة شديدة من طرف أكثر الطرق
الصوفية، وألفت في ذلك الكتب والرسائل الكثيرة، وما أسرع ما انتشرت في العالم
الإسلامي تلك الكتب والرسائل لتوسع الهوة بين كلا التيارين: السلفي والصوفي.
وقد ساعد على انتشار هذه الرسائل والكتب ما ووجهت به
الدعوة السلفية الوهابية من معارضة سياسية واجتماعية في جميع بلاد العالم
الإسلامي.
وكان من تلك الرسائل
والكتب ما لبس لباس العلم والحوار العلمي بآدابه الشرعية، وهو قليل لا يكاد يذكر،
وكان منها وهو الأكثر ما لبس لباس الشدة والعنف بجميع أشكاله.
وقد نهلت الطرق الصوفية
الجزائرية من تلك المصادر جميعا، واستعانت بها في
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 376