نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 73
المبحث الثاني
نبذة تاريخية عن الطرق الصوفية
المعاصرة لجمعية العلماء
تعتبر الطرق الصوفية – بغض النظر عن توجهاتها
الفكرية والسلوكية المختلفة- من أهم مكونات المجتمع الجزائري لفترة طويلة من
الزمن، فالمؤرخون يتفقون على أنها بدأت في الانتشار في الجزائر، وكسب نفوذ اجتماعي
لها فيها، بل أحيانا تعدى إلى النفوذ السياسي ابتداءا من القرن السادس عشر، ثم أخذت
تنمو وتتسع حتى انتشرت على نطاق واسع في النصف الثاني من القرن الثامن عشر والربع
الأول من القرن التاسع عشر[1].
وهي بذلك تشكل جزءا مهما من تاريخ الجزائر الديني
والثقافي والاجتماعي، بل والسياسي، ولهذا نجد المستعمر الفرنسي قد أولاها أهمية
كبرى، فأرشيفه يحتوي على تفاصيل كثيرة عن أعدادها وزواياها ومشايخها، بل حتى
توجهاتها الروحية والفكرية.
وبما أن دراستنا هذه
مرتبطة خصوصا بالتعامل بين الطرق الصوفية وجمعية العلماء، فإننا سنكتفي بالتعريف
بالطرق الكبرى[2] التي حصل بينها وبين الجمعية أي نوع من أنواع التعامل الذي
سنراه في الفصول القادمة.
[1] فيلالي مختار الطاهر،
نشأة المرابطين والطرق الصوفية وأثرهما في الجزائر خلال العهد العثماني، دار الفن
القرافيكي، باتنة، ط1، ص34.
[2] ناهز عدد الطرق
الصوفية في الجزائر ستة وعشرين طريقة، منها أربعة أنشئت في العهد الاستعماري
كالسنوسية والعليوية، والباقي كان موجودا منذ العهد العثماني، وبعضها مؤسس
بالجزائر كالرحمانية والتيجانية، والبعض الآخر في المغرب كالطيبية والعيسوية
والدرقاوية، ومنها ما هو مؤسس في المشرق كالقادرية، وأهم الطرق الصوفية التي ذاع
صيتها في الجزائر : القادرية، الشاذلية، الدرقاوية، الرحمانية، التيجانية، السنوسية (مقلاتي عبد الله : الطرق الصوفية في
الجزائر أمام جدلية فاعلية حضورها الاجتماعي والسياسي، الموقف من الاحتلال الفرنسي
نموذجا، الملتقى الدولي الحادي عشر (التصوف في الإسلام والتحديات المعاصرة)، جامعة
أدرار، أيام 09/10/11 نوفمبر 2008، ص 511)
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 73